بعد تسريب مسودة مشروع قانون الأحوال الشخصية (اقرأ أكثر عن مسرحية الظلمة ) مررت بفترة من الاكتئاب لم تكن نهاية المحادثات بالقانون ورفضه قلبا وقالبا كافية لإخراجي منها . شعرت منذ تلك اللحظة بإهانة أصابتني وأصابت مجتمعي وعائلتي جملة وتفصيلاً . مع أن القانون لم يرى النور إلا انه ترك بصمته المزعجة في تفكيري وحتى في أحلامي . ليست المرة الأولى التي أشعر فيها بمضايقات مبنية على الكلمة الشاغرة لخانة الديانة في أوراقي الرسمية ، فقد سبق هذه الحادثة أكثر من موقف اصطدمت مباشرة بآراء ترى أن المسيحيين الشرقيين بشكل عام ليسوا أكثر من بقايا الغزاة الصليبيين وأن المسلمين "يتكرمون" عليهم بإبقائهم في هذه البلاد . كنت ولازلت أثور غاضبا أمام التحقير والاستهزاء هذا ، ودائما ما كنت أرثي نفسي أن المتكلم/الكاتب ليس سوى شخصية متطرفة يصعب عليه فهم أبعاد المشاركة والمواطنة والانتماء وأنه بفكره الإقصائي يحاول توجيه التاريخ والتلاعب بأحداثه وحقائقه بما يتوافق مع أهواءه أو بالأصح مع تطرفه . استمرت هذه الأفكار المزعجة بالهجوم على أحلامي في كل يوم أتعرض له لتمييز طائفي ديني ، حتى قرأت مسودة المشروع ، عن