كوميديا الأحوال الشخصية - مسرحية الظلمة







مسرحية قانون الأحوال الشخصية بفصولها الثلاثة :
(
لتحميل النص الكامل للمسرحية : انقر هنا )

1 - تسريب مسودة القانون .
2 - تعديل بعض بنود القانون .
3 - الخاتمة بإيقاف التعامل بالقانون.







ملخص المسرحية :

- الفصل الأول : تسريب مسودة القانون
فرضت هذه المرحلة حالة غريبة من التعتيم الكامل على أسماء واضعي مشروع القانون، امتد التعتيم هذا على مرحلة ما قبل اعتماد الدستور والبت بصلاحيته كقانون يدير الأحوال الشخصية للمواطن السوري ، لتشكل ما يشبه هالة من الظلمة تحيط بأسماء القائمين على وضع مشروع القانون حتى نهاية آخر فصل من المسرحية . بناء على ذلك نستطيع وبكل أمانة إطلاق لقب مسرحية الظلمة للدلالة على مشروع القانون المعني .
بدأ أول فصل من مسرحية الظلمة بعد تسريب مسودة المشروع البالغ عدد صفحاته المائة ، استقطبت تلك المسودة اهتمام الحقوقيين السوريين بشكل كليّ ، الأمر الذي تجلى واضحاً بتخصيص مرصد نساء سوريا زاوية لنقض بنود مشروع القانون ، تم تسمية هذه الزاوية بـ " ضد مشروع تدمير سوريا " وإصدار المرصد في هذا الخصوص لبيان بعنوان" لا .. لمشروع قانون الطوائف .. نعم لإلغائه كليا .. "
وحتى اللحظة تم إدراج 169 مقال ضمن فعالية رفض القانون في صفحة المرصد الالكترونية .

- الفصل الثاني : تعديل بعض بنود القانون

لم تخرج هذه المرحلة عن الطابع العام للمسرحية ، فاحتفظت هي الأخرى بهالة الظلام حولها ، لا بل زادت المرحلة هذه من محيط تلك الهالة عبر إصدار مجلس الوزراء تعميما على وسائل الإعلام يقتضي بمنع عقد الندوات وتبادل الأخبار ونشر الآراء المتعلقة بمشروع قانون الاحول الشخصية الجديد !! . وحتى اللحظة لا أحد يعلم الأسباب الحقيقية التي جعلتنا نشاهد هذا الفصل من المسرحية .
يرى البعض أنه تعديل مفصول عن الأحداث ، أي انه لا يختلف عن أي تعديل يطرأ على مسودة ما ، ويرى آخرون أنه تمّ في إطار محاولة ترقيع بعض الثقوب التي أحدثتها الأصوات الحقوقية المناهضة في ثوب مشروع القانون .
مع اختلاف الآراء ووجهات النظر تبقى الفكرة واحدة ، الإقرار بأن فعلة من تحيط هالة الظلمة بهم مشابة بالأخطاء ، وليس التعديل سوى محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، وتجميل ما يمكن تجميله .

- الفصل الثالث : إيقاف التعامل بالقانون
أقصر فصول المسرحية وأكثرها إثارة للجدل ، من دون مقدمات أو ظهور بوادر تبني هذا القرار
طلب الدكتور محمود الأبرش "الرئيس الحالي لمجلس الشعب السوري" من أعضاء مجلس الشعب إيقاف المداخلات المتعلقة بالمشروع واعتباره منسياً !!
معلنا بذلك نهاية "مبدئية" لمسرحية الظلمة بشكل مشابه إلى حد ما للبداية ، على الأقل من ناحية الجو الصامت المحيط بها ومن عاصفة التساؤلات المطروحة بسببها .
قلت نهاية "مبدئية" لأن الستار لم يسدل بعد بشكل نهائي ،فبحسب مرصد نساء سوريا صرح رئيس مجلس الوزراء ( المهندس محمد ناجي عطري ) أن القانون لا يزال ورقة عمل ولم يعرض على مجلس الوزراء حتى الآن ، وأنه (أي المشروع ) سيُرفع على مجلس الشعب بعد أخذ رأي الجهات المختصة . أي ان القانون لم يلغى بل أوقف ، الأمر الذي قد يحول النهاية المبدئية هذه إلى استراحة مؤقتة لا أكثر ، سنعود من بعدها لمتابعة مسرحية الظلمة من جديد .

نقاط يمكن استخلاصها مما عرض في مسرحية الظلمة :
النقطة الأولى : النقطة الإيجابية الوحيدة التي يمكن التفاؤل منها على هامش " مسرحية الظلمة " تتمثل بسرعة انتشار الأصوات الرافضة للقانون والانطباعات الإيجابية التي تركتها على صفحات الانترنت .
اشعر بالفخر جدا من موقع نساء سوريا بشكل خاص لمنطقيته بالتعامل مع الحدث ومهنيته بالتحليل واعتماده صيغة الاعتراض الوطني ، أي الاعتراض انطلاقا من الدفاع على مصلحة المواطن ، الأمر الذي جعلني من أشد المعجبين بالموقع والمتابعين لنشاط القائمين عليه .
ولن أتعجب في حال أثبتت الأيام أن المرصد هذا يقف بشكل مباشر وراء المرسوم الرئاسي الصادر اليوم والذي تم به تعديل قانون العقوبات المخفضة لمرتكبي جرائم الشرف في سوريا ( للقراءة اكثر عن هذا الموضوع انقر هنا ) ، البركة ليمين القائمين على المرصد وبقية الجهات الحقوقية غير التابعة لأي جهة كانت مؤيدة أم معارضة للنظام ولكل إنسان يحمل فكر وطني وحر مهما كان انتماءه وطريقة تفكيره .

النقطة الثانية : يربط بعض المحللون بين الأحداث العالمية والأوبئة المنتشرة حديثا في العالم ، ويتم ذلك بالربط بين ظهور أنفلونزا الطيور والحرب على العراق ، وبين أنفلونزا الخنازير والأزمة الاقتصادية الحالية .
لو فكرنا بنفس المنحى ونفس الأسلوب سنجد أن المسودة التي تسربت إلى العامة شغلت الحقوقيين لما يقارب الشهر ، هل من الممكن أن تكون مجرد حدث ثانوي أو حدث بديل لشغل الإعلام والمراصد الحقوقية عن فعلة أخرى يتم تسريبها من تحت الطاولة ؟
لست من مؤيدي نظرية المؤامرة ، لكن حالة التسريب الأولى من نوعها والتعتيم المرفق بواضعي مسودة المشروع، وصيغة النهاية المبدئية التي شهدها هذا الملف، عوامل كثيرة تجبرني على التفكير وفق هذا المنحى .
يترتب على هذه النظرية الوقوف أمام سؤال آخر ، ما هو الملف الذي تم تمريره على حساب مسودة المشروع ؟
المحادثات مع إسرائيل ؟ تجديد العلاقات مع واشنطن ؟ الانتخابات الإيرانية ؟
كل هذه النقاط تحتمل وجود معطيات بحاجة إلى صمت إعلامي لتستطيع المرور ، فأي واحد منها يحتاج إلى كل هذه الضجة ليمر بسلام ؟
سؤال يفتح آفاق جديدة في حال صحّة نظرية الأحداث البديلة التي نتج عنها .

النقطة الثالثة شخصية إلى حد ما : أصوات النشاز المفرقة بين المواطنين على أسس الانتماء الديني لا يمكن أن نقبل بعلوها فوق صوت المواطنة والانتماء للأرض دون وجود اعتبارات أخرى تلعب دورا بتحديد هذا الانتماء ،عملية استبدال كلمة "الذمي" بكلمة "الكتابي" في التعديل الذي طرأ على القانون لا تستطيع إنهاء المشاكل المحيطة به .
فأقول هنا متحدثا عن نفسي ، لست ذميا ولا كتابيا ولا يحق لأحد ما التدخل بمعتقدي الشخصي ، لدي وطن أنتمي له ، مستعد للتضحية بروحي ودمي دفاعا عن أرضه وشرفه ، هذه أعظم مقدساتي وهذا هو إيماني ورجائي في الحياة ، ولتسقط كل أصوات التطرف الممزقة لمفهوم المواطنة الذي نفتخر به ونعتز بحمل لواءه .

تعليقات

  1. أصوات النشاز المفرقة بين المواطنين على أسس الانتماء الديني لا يمكن أن نقبل بعلوها فوق صوت المواطنة والانتماء للأرض دون وجود اعتبارات أخرى تلعب دورا بتحديد هذا الانتماء ، استبدال كلمة "الذمي" بكلمة "الكتابي" في التعديل التي طرأ على القانون لا تستطيع إنهاء المشاكل المحيطة به .

    ----

    تماماً...


    تحياتي أبو طوني

    ردحذف
  2. ياسين : فتت هلق على مدونتك وانصدمت بمدى التطابق بالافكار بيني وبينك ، الهيئة انه في بوتقة عم تجمعنا بشكل أو بآخر ...

    تحياتي الك ولكل شريك بالوطن والفكر

    ردحذف
  3. المعذرة عن كثرة الأخطاء اللغوية ، انقطاع التيار الكهربائي حل بيني وبين تعديل الاخطاء النحوية واللغوية والمقال

    المعذرة مرة أخرى .

    ردحذف
  4. أنا أتفق معك تماما أن الموضوع كله عبارة عن مسرحية نحن لم نتعود يوما هذا الأسلوب بما يخص تسريب المسودات ومناقشتها على الملأ ثم نقدها بشكل علني حتى على التلفزيون الرسمي.
    وبرأي الشخصي أن غاية المسرحية قد تكون:
    1 - رصد مستوى رد الفعل الشعبي وذلك للاستدلال على المرحلة التي وصل إليها سواء من ناحية الأصولية أو العلمانية ومقدار الأصوات العلمانية وعلوها.

    2- وهو الأرجح توجيه رسالة للأصوليين من الاسلاميين والمرجعيات الدينية الاسلامية السلفية خصوصا بعد تسببهم بايقاف المشروع الذي نوقش بمجلس الشعب حول الغاء المادة المتعلقة بجرائم الشرف والتي على ما أعتقد ستتسبب لنا بمشكلة مع الاتحاد الأوربي قانونية خصوصا الآن بعد الانفتاح الجزئي والغاء ما كان يعرف بمقاطعة سوريا الأمر الذي سيتسبب بتأخير الشراكة المتأخرة أصلا ومما يؤكد فرضيتي المرسوم الذي أعلن اليوم بتشديد عقوبة جريمة الشرف بالاضافة لما أعتقد انه تغير بموضوع الخلوة وتحديدها فأظنها أصبحت حصرا الزنا (العلاقة الجنسية الصريحة) أعتقد ذلك.
    المهم بكلا الحالتين الموضوع يسير ببطئ ولكن على ما أعتقد أنه الطريق الأفضل لمستقبل سوريا.

    ردحذف
  5. معك حق يا حكيم
    يمكن تكون مجرد جس نبض للعلمانية السورية وإيصال رسالة أمان للاصولية لاستدراك واقع تفشي الاصولية

    يا هلا بالحكيم

    ردحذف

إرسال تعليق

لم ولن يتم فرض أي رقابة على التعليقات أو المساس بها من تعديل أو حذف.

عبّر عن رأيك بحريّة

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة نقدية في القوقعة : يوميات متلصص

حقارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى

وسائل الاعلام " المفقودة "