فيلم الملائكة والشياطين


عندما يسمع أحدنا بأن رواية أخرى لدان بران تم تمثيلها وطرحها بشكل فيلم مصوّر في الأسواق ، سيتجه تفكيره بمنحى المقارنة بين فيلم ورواية دافنشي كود وفيلم ورواية الملائكة والشياطين .
محاولات المخرج إضافة لمسة معاصرة وحديثة لمعطيات الرواية كإدخال تجربة الانفجار الكبير بشكل مفصلي في الرواية ، وإدارة الأحداث في الزمن المعاصر وبالتحديد في زمن ما بين وفاة بابا الفاتيكان يوحنا بولص الثاني وانتخاب البابا الذي سيخلفه ، وتفاصيل أخرى كثيرة تعمد المخرج طرحها في الفيلم لكنها لم تنفع بإبعاد تفكير المشاهد عن قيامه بالمقارنة بين الروايتين والفيلمين .
شخصيا لم أشعر للحظة واحدة أنه استطاع الخروج عن نمط دافنشي كود ، من ناحية النص ، الأفكار ، حتى من ناحية التمثيل وانتقل العدسة اثناء التصوير .

الفرق الذي حدث بين الروايتين ، أن الأولى [دافنشي كود] أخذت ضجة إعلامية واهتماما كبيرا من القراء ، الأمر الذي شجع الهوليوديين لإنتاج فيلم مثل دور بطولته المخضرم توم هانكس ، بينما الرواية الثانية [الملائكة والشياطين] شغلت الجمهور بقضايا التمثيل لا بالرواية ، فعلى سبيل المثال ، قرار إدارة الفاتيكان بعدم إعطاء الضوء الأخضر للتصوير بكنسية القديس بطرس ضجة أكثر من الرواية ذاتها.
شخصياً لم استطع إتمام قراءة الصفحة العاشرة من رواية الملائكة والشياطين لشعوري بالملل منها ومن القالب الذي وضعت فيه ، قد يكون سبب شعوري هذا يعود إلى النمط البوليسي للرواية والذي يعيدني لمرحلة قراءة روايات المراهقين .وقد يكون السبب الأكبر يعود إلى التشابه بين جوهر هذه الرواية مع رواية دافنشي كود ، الأمر الذي تجلى بشكل أوضح في الفيلم.

ففي هذه الرواية تم استبدال جماعة "سيون " Sion - السرية التي نسب إليها اسحق نيوتن ومجموعة من الأسماء المعروفة لنا من علماء ومفكرين ، بجماعة سرية هي الأخرى تمت محاربتها من الكنيسة ، تدعى جماعة " المتنورين - "Illuminati وتم نسب عظماء من العلماء مثل الفلكي غاليليو غاليليه لتكوينها السري . وتم استبدال واضع الرموز ليوناردو دافنشي بالنحات ترنيني الذي قام هو الآخر بوضع مجموعة من التفاصيل بأعماله استدل البروفسور لانغدون بها في بحثه .

شخصية المتحرية المساعدة للبروفسور روبرت لانغدون تم الحفاظ عليها باستثناء أن مهنتها في الحياة تحولت من التحري إلى العلم النووي وانشطار الذرات. ولا ننسى طبعا حبكة الفيلم التي تظهر أن الشخصيات التي وثق المفتش فيها أثناء بحثه ليست إلا رموز الجماعة السرية التي يحاول كشفها.

من ناحية الجمهور والاهتمام استطاع دافنشي كود استقطاب اهتمام الكثيرين من كل الأديان والأطياف لأنه يثير هالة من الشكوك حول شخص المسيح ذاته ، إضافة لمسة تاريخية موثقة لخدم فكرة الرواية شككت القراء بإمكانية صحة الرواية من عدمه .
فيلم الملائكة والشياطين لم يستطع اثارة نفس هالة التشكيك ، السبب يعود إلى أن النقاط التي تم نبشها في الفيلم موجهة إلى أفعال قام بها رجال الفاتيكان عبر التاريخ ، الملف الذي لا يثير البعض ولا يعني للجميع شيء .
فاسلوب التشكيك التاريخي التي انتهجته رواية دافنشي كود لم يعط مفعوله في رواية دان براون الأولى - كون دافنشي كود كتبت بعد رواية الملائكة والشياطين - .

لو أردانا استخدام مقياس الأدبيات البوليسية نجد أن فيلم الملائكة والشياطين ضعيف ومكرر من ناحية الحبكة وغير مترابط في بعض الأحيان بطريقة العرض وانتقاله بين الأحداث ضعيف إلى حد ما .
الموسيقى التصويرية تشكل الأمر الوحيد الذي أعجبني وأثار اهتمامي ودفعني لمتابعة مشاهدة الفيلم .
بشكل عام أقيّم الفيلم بما دون المتوسط ، تحقيقه نسبة عالية من المبيعات -كما متوقع أن يحدث - سيكون على هامش نجاح فيلم دافنشي كود لا على نجاح روايته ولا على نجاحه بحد ذاته كفيلم .

تعليقات

  1. لاكون صريحة ما شفت الفلم
    بس دافنشي كود كان رائع انا شخصيا كتير حبيتو
    بس من رايك الفلم مش مشجع

    ردحذف
  2. مش من باب الدعاية السلبية للفيلم .. بس كونه داخل بمنافسة مع دافنشي كود وبحسب رأي الشخصي فشل وبقوة بإثبات نفسه

    هوه مابه شي .. بينحضر يعني .. بس ما تتوقعي انه يأثرك ويجذبك متل دافنشي كود .

    ردحذف
  3. يعني انا فعلا معك

    الفلم انا برائي حقق فشل ذريع

    متل ما حقق فلم دافنشي كود

    ردحذف
  4. بحب اقرأ وجهات النظر حول الأفلام .. هالشي بيشوقني كثير ..
    عكل حال .. انا قرأت روايات دان براون, دافنشي كود وملائكة وشياطين والحصن الرقمي .
    أنا بعجبني فيه دخوله بالتفاصيل لدرجة انك بتتخيل الموقف من كثرة التفاصيل الدقيقة ..

    الفيلم موجود عندي .. بس لسه ما شفته .. تاركه لافتتاح نادي الأفلام الخاص فينا :) كافتتاحية :) ..

    في إلي تعليق صغير حول تحويل روايات دان براون لأفلام بيفقدها كثير من متعتها ..

    تحياتي غابي :) .. ودمت بخير ..

    ردحذف
  5. غير معروف : الك رأيك الخاص وانت حر فيه بس ما بعتقد دافنشي كود فاشل بالشكل اللي عم تصوره ^^

    أنس العلي : أهلا فيك ، كل النقاد بركزوا على ضياع تفاصيل روايات دان براون بالتمثيل هلشي اللي بسموه فشل اخراجي او تمثيلي أواستحالة تطبيق التفاصيل
    من جهتي فقدت متعة قراءة الروايات البوليسية .. مع أني قاري مجموعة أغاثا كرستي الكاملة وزرت المناطق اللي زارتها أثناء اقامتها بحلب .. حتى اني صورتها غرفتها والمكتب اللي كانت قاعدة فيه ( تخيل مدى تعلقي فيها )
    حتى روايات أغاثا كرستي وقت مثلوها كأفلام وعرضت على mbc4 ما استمتعت فيها .. يمكن العلة بالروايات البوليسية بأن التفاصيل الدقيقة اللي بتنعرض بالرواية ما بيقدر المخرج يعرضها ويركز عليها مشان ما يكشف الرواية

    اهلا بأنس .
    ( على فكرة في رفيق عزيز كتير كتير علي بالجامعة من نفس عائلتك )

    ردحذف
  6. :) تسلملي غابي :) ..

    يا سيدي اوافقك تماما بخصوص موضوع أفلام اجاثا كريستي المصورة فلم تستهوني نهائياً ..
    جمال هذا النوع ولنقل من الأدب بالتفاصيل ومحسوبك ما بيحب التفاصيل نهائياً :) ..

    سلامي لرفيقك :) .. ولك ..

    بيسعدني أكون هون دائماً ..

    ردحذف
  7. بيسعدني شعورك بالراحة داخل صفحتي المتواضعة

    مية هلا فيك امتى ما حبيت .. البيت بيتك

    ردحذف
  8. شوقتني احضر الفلم مع انو دان بران فقد المصداقية من وجهة نظري من وقت فلم دافنشي كود لانو بعد صدور الفلم بفترة كان في برنامج على قناة المانية تم فيه فصفة الفلم و اظهار بعض الشغلات اللي وردت بالفلم واللي بين انها بتندرج تحت قائمة "الكذب".
    على كل رح حاول احضر الفلم و رجعلك خبر.
    تحياتي

    ردحذف
  9. الرواية مدرجة تحت باب القصص البوليسية والحساسيات منها شي غلط برأي
    هوي ما عم يقدم حقائق تاريخية او فيلم وثائقي .. راوية بوليسية

    المعمعة اللي سببتها والشي اللي صار على اثرها دليل على نجاحها بادخال العالم بجو الرواية واحداثها .

    حاول احضره مابه شي ..بس حاول تنسى انه لنفس الكاتب .. يمكن يعجبك لو قدرت توصل لهلنقطة .

    اهلا بأبو جريج

    ردحذف

إرسال تعليق

لم ولن يتم فرض أي رقابة على التعليقات أو المساس بها من تعديل أو حذف.

عبّر عن رأيك بحريّة

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة نقدية في القوقعة : يوميات متلصص

حقارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى

وسائل الاعلام " المفقودة "