جامعاتنا والأدب العالمي
انتهى الفصل الدراسي وحان وقت تدمير الأبراج الورقية وتجميع المقررات الدراسية وأرشفتها بحيث يسهل الوصول إليها في المستقبل في حال حاجتي لها ، وبما أن أختي الصغرى قد سافرت إلى أوروبا لتكملة جزء من دراستها تاركة خلفها أوراقها المبعثرة ، تحملتُ ( على غير عادتي ) مهمة لملمة مقرراتها وترتيب أوراقها .
أثناء عملية ( التعزيل ) استوقفتني حزمة من الأوراق مكتوبة باللغة العربية ، طريقة ترتيب أسطرها تدلّ على أنها حوار بين شخصين ، علمت مباشرة أن الأوراق عبارة عن نص مترجم إلى اللغة العربية قام أحد الدكاترة بوضعه بمتناول الطلاب لتسهل عليهم دراسة النص الأدبي الفرنسي .قرأت أول صفحة في المجموعة الورقية فشعرت أن النص يعود لمسرحية ما ، قلّبت الصفحات بسرعة فجاء العنوان ( الفصل الثاني ) مؤكدا ظنوني وتوقعاتي .
ابتسمت بخبث لاكتشافي عامل إضافي يجمعني بأختي ألا وهو تمزيق الصفحات الأولى من كل محاضرة كنتيجة لموجة غضب أو ملل أو كمحاولة للترفيه عن النفس ومراقبة الصفحات وهي تطير في الهواء .العامل المشترك المكتشف حديثاً أخفى الصفحات الأولى التي تظهر هوية الرواية أو المسرحية واسم المادة والمقرر ، ولم يترك سوى أسم الكاتب الأصلي (موليير) مكتوبا بخط اليد على رأس أول صفحة باقية من الحزمة .
عدت بأفكاري الشاردة إلى حزمة الأوراق التي بين يدي ، نظرت إلى آخر صفحة فيها فرأيتها تحمل الرقم 150 ( شي ظريف ، أخيراً شفتلي شي لاتسلى فيه ) قلتها وأنا أضع مجموعة الأوراق تلك في درجي الخاص كالمحارب الفرح بغنائم غارته الأخيرة .
في اليوم التالي باشرت قراءة الصفحات الأولى لمسرحية موليير المجهولة الاسم والهوية ، الآن وحتى هذه اللحظة لم أنهي قراءة المسرحية بعد ، لذلك لن أتطرق لمضمونها وسأترك فكرة عرض النقاط التي أعجبتني بالنص والتي جذبتني وشوقتني لمتابعة قراءته لتدوينة أخرى.
في محاولة مني لمعرفة اسم المسرحية - من باب الفضول ليس إلا - توجهت إلى أمي ، فهي على إطلاع بمسيرة أختي الجامعية ومقرراتها وهمومها وقد يكون اسم المسرحية قد ورد في حوار ثانوي معها حول دراستها . وبالفعل لم تخطأ ظنوني ، فعندما سألتها عن ما إذا كانت أختي قد درست نصاً مسرحياً هذا الفصل أجابتني بالإيجاب وأكملت : " ولي عليه هلدكتور كتير مادته صعبة ، اختك خايفة كتير من هي المادة لأن الدكتور معقد وما بفهّم شي " .
إجابتها لم تنهي فضولي وتطلعني عن عنوان المسرحية ، بل طرحت في رأسي تساؤلا بحاجة هو الآخر إلى إجابة شافية ومقنعة .
في ظل نص راقي وخلّاق أدبياً وفكرياً كالذي بين يدي ، ماذا تعني كلمة ( مادة صعبة ) وماذا يعني التعبير ( ما بفهّم شي ) ؟!
أين يحدث الخطأ في خطة جامعاتنا التعليمية ؟ أهو في أسلوب تعاطي الطلاب مع المقررات والدكاترة أم في أسلوب شرح الدكاترة للمواد والتعامل مع مفهوم توزيع العلامات ؟
الاحتمالان الذان طرحتهما وكما هو واضح من صياغتهما يوجهان أصابع الاتهام نحو إما الطلاب أو الدكاترة، لأن احتمال وجود خطأ من أي نوع كان في النص ذاته كسخافة فكرته أو غموض هدفه بات معدوما على الأقل بالنسبة لي في هذه المادة بالتحديد :D
أثناء عملية ( التعزيل ) استوقفتني حزمة من الأوراق مكتوبة باللغة العربية ، طريقة ترتيب أسطرها تدلّ على أنها حوار بين شخصين ، علمت مباشرة أن الأوراق عبارة عن نص مترجم إلى اللغة العربية قام أحد الدكاترة بوضعه بمتناول الطلاب لتسهل عليهم دراسة النص الأدبي الفرنسي .قرأت أول صفحة في المجموعة الورقية فشعرت أن النص يعود لمسرحية ما ، قلّبت الصفحات بسرعة فجاء العنوان ( الفصل الثاني ) مؤكدا ظنوني وتوقعاتي .
ابتسمت بخبث لاكتشافي عامل إضافي يجمعني بأختي ألا وهو تمزيق الصفحات الأولى من كل محاضرة كنتيجة لموجة غضب أو ملل أو كمحاولة للترفيه عن النفس ومراقبة الصفحات وهي تطير في الهواء .العامل المشترك المكتشف حديثاً أخفى الصفحات الأولى التي تظهر هوية الرواية أو المسرحية واسم المادة والمقرر ، ولم يترك سوى أسم الكاتب الأصلي (موليير) مكتوبا بخط اليد على رأس أول صفحة باقية من الحزمة .
عدت بأفكاري الشاردة إلى حزمة الأوراق التي بين يدي ، نظرت إلى آخر صفحة فيها فرأيتها تحمل الرقم 150 ( شي ظريف ، أخيراً شفتلي شي لاتسلى فيه ) قلتها وأنا أضع مجموعة الأوراق تلك في درجي الخاص كالمحارب الفرح بغنائم غارته الأخيرة .
في اليوم التالي باشرت قراءة الصفحات الأولى لمسرحية موليير المجهولة الاسم والهوية ، الآن وحتى هذه اللحظة لم أنهي قراءة المسرحية بعد ، لذلك لن أتطرق لمضمونها وسأترك فكرة عرض النقاط التي أعجبتني بالنص والتي جذبتني وشوقتني لمتابعة قراءته لتدوينة أخرى.
في محاولة مني لمعرفة اسم المسرحية - من باب الفضول ليس إلا - توجهت إلى أمي ، فهي على إطلاع بمسيرة أختي الجامعية ومقرراتها وهمومها وقد يكون اسم المسرحية قد ورد في حوار ثانوي معها حول دراستها . وبالفعل لم تخطأ ظنوني ، فعندما سألتها عن ما إذا كانت أختي قد درست نصاً مسرحياً هذا الفصل أجابتني بالإيجاب وأكملت : " ولي عليه هلدكتور كتير مادته صعبة ، اختك خايفة كتير من هي المادة لأن الدكتور معقد وما بفهّم شي " .
إجابتها لم تنهي فضولي وتطلعني عن عنوان المسرحية ، بل طرحت في رأسي تساؤلا بحاجة هو الآخر إلى إجابة شافية ومقنعة .
في ظل نص راقي وخلّاق أدبياً وفكرياً كالذي بين يدي ، ماذا تعني كلمة ( مادة صعبة ) وماذا يعني التعبير ( ما بفهّم شي ) ؟!
أين يحدث الخطأ في خطة جامعاتنا التعليمية ؟ أهو في أسلوب تعاطي الطلاب مع المقررات والدكاترة أم في أسلوب شرح الدكاترة للمواد والتعامل مع مفهوم توزيع العلامات ؟
الاحتمالان الذان طرحتهما وكما هو واضح من صياغتهما يوجهان أصابع الاتهام نحو إما الطلاب أو الدكاترة، لأن احتمال وجود خطأ من أي نوع كان في النص ذاته كسخافة فكرته أو غموض هدفه بات معدوما على الأقل بالنسبة لي في هذه المادة بالتحديد :D
باعتقادي أن الموضوع كله مرده لتركيبة المجتمع - من دين من مدرسة من عائلة - الكل ينادون لأمر واحد - ابلع ما تسمع دون نقاش -
ردحذفوعني أبصم بالعشرة اني من جيل يلي بلع- ومازال- لاتفلئ
تركيبة التعليم عنا نحنا مو زابطة
ردحذفمناهج غير متقدمة
معلمين بكل الدرجات لم يواكبوا التطور
طلاب بس بدهم هالورقة اللي اسمها الشهادة و يتخرجوا
و ما تنسى روب التخرج
ما حدا عاد بيتعلم لانو بدو يتعلم قليل من الشباب " من الجنسين طبعا " اللي بتلاقيهم مهتمين و بطوروا حالهم و بيبحثوا عن المعلومة
انت عندك خبر انو في الدول المهتمة بالعلم محاضرين الجامعات و حتى الاساتذة بالمدارس الهم كل 18 شهر دورة تدريبية و بعثة تعليمية و تقييم سنوي
احنا شو عنا ؟؟؟
بصراحة مابعرف الوضع عنا بالنسبة للجامعات. بس حسب ما اسمع من اصدقائي ان اغلب الدكاترة ما عم يعطو للمنهاج حقو يعني عم يصير تقصير بأعطاء المنهاج.على سيرة هالموضوع اتذكرت مثل بالالماني بيقول: "الطالب الجيد بيتعلم حتى ان اسوا المدرسين, اما الطالب السيء فما بيتعلم حتى من افضل المدرسين". بس بيني و بينك ما بتوقع هالمثل بينطبق عنا.
ردحذفتحياتي
أمنية : بين طلب "العلم" وطلب "العلامة" حرةف قليلة جعلت مننا سكان مستوطتين للعالم الثالث !
ردحذفجفرا : بالضبط هذا ما نحتاج إليه
ردحذففي كليتي هناك بعض الدكاترة الكبار في السن الذين لا يفقهون شيء في علم الحاسوب وقدرته على تخديم العلوم التي ندرسها ( خصوصا أن دراستي كلها تتعلق بمجال الحاسبات والشاشات الالكترونية ) فلو استمر الدكتور بتطوير نفسه وتحسين فكره لاستطاع بدوره تطويرنا وتحسيننا علميا وعملياّ ، لكن السؤال يفتح باب آخر ، هل حملة الشهادات على مقدرة من التعامل مع الطلاب بعيدا عن المنهاج ، اي هل هم مؤهلون فكريا واجتماعيا للتعامل مع الفئات الجامعية ؟
The Migrant Bird
ردحذفانا من العالم اللي عم يدرسوا قسم من العلوم الحديثة لهيك دائما بحس في تقصير من الدكاترة خصوصا بنقطة عدم المجاراة للتقنيات الحديثة ، يعني الفرع اللي انا بدرس فيه بتلاقي بأوروبا في عندن كورسات بالمعامل وفي عندك مشاريع بتطبق على أرض الواقع ، نحن كل قدراتنا بتختصر باجراء سيموليشن (محاكاة) للواقع على الورقة والقلم
بس وقت بصير الحكي بأدب عالمي راقي .. بتصير المقولة الألمانية صحيحة بنظري ، بالنسبة الي عم ادرس المادة هي بلا دكتور وبلا شي وعم استمتع بالشرح اللي فيها وبالمعلومات اللي عم آخدها فالعطل بيبقى من الاسئلة ولا من الطالب نفسه .
اهلا بالكل :D