سوريا لوين؟
قبعاتهم غريبة الشكل زرقاء اللون، مميزة لدرجة يصعب علي تصديق أن النظام من جهة بدأ يتبجح بأنه هو من طالب بحضورهم إلى سوريا وأن المعارضة من جهة أخرى استبشرت خيرا بقدومهم!
أن كان الانف طويل ويصعب الرؤية أبعد منه، هل هو ايضا فاقد لحاسة الشم ؟
التاريخ متخم بنتائج افعالهم ورائحة وجودهم وما ترافق معها من أحداث مميزة الون والرائحة يستحيل على الانف نسيانها
هل تقاس مدة الاحتفاظ بالمعلومات ضمن الذاكرة السورية بالساعات أم بالدقائق؟
***
ما حدث في الاستفتاء على الدستور، أو في الاقتراع على عضوية مجلس الشعب، ليس سياسة ولا حالة انسانية بل مسرحية فاشلة، فشلها متأصل فيها لمعرفة من يشاهدها الخاتمة التقليدية المعتادة التي ستذهب إليها الامور، حتى أنها كفن مسرحي لا ترتقي لمستوى الامتاع أو ترك انطباع مضحك أو مبكي أو تراجيدي أو فكري، مجرد مسرحية أخرى مشابهة للمئات التي سبق ومللنا من متابعتها.
ما حدث في مجلس الامن من فيتو مزدوج ودعوات تسليح وتدخل عسكري وفرض عقوبات اقتصادية وتضيق سياسي وقطع علاقات وسحب سفراء، ليس حالة انسانية ولا مسرحية فاشلة بل لعبة سياسية قوامها المصالح وهدفها تحصيل المكتسبات بحسب الظروف التي تجري بها الأحداث.
ما حدث ويحدث على كافة الاراضي السورية ليس لعبة سياسية ولا مسرحية تقتضي النباهة بإيجاد مكامن المتعة لمتابعتها، أو ميول فردية تفرض على صاحبها متابعة أحداثها (انت من زمان بتحب السياسة!). بل حالة انسانية صرفة ومعاناة استمرت لأجيال متتالية حتى تبلورت لنا في هذه المشهد الاعلامي الهزيل والدموي المروع.
الخلط بين المجالات الثلاث، عن عمد أو عن جهل، يسبب اهانة لمن يعاني في الداخل وفرحا لمن يلعب بالأوراق في الخارج وحالة طبيعية لمن اعتاد أن يطرش البلد بيافطات تحمل صورته واسمه في دعوة منه للمواطنين حتى ينتخبوه بناء على ذوقه باختيار ملابسه.
***
البوم هنا حمص - للمدون فادي حليسو
جارحة هي الصور التي تصف الدمار الذي حدث على الاراضي السورية، صفعة لا تنسى على خد ناظر الصور ومعاين تفاصيلها، تفاصيل تترك بلا ادنى شك اثرا أكبر لدى المتلقي الذي يعرف المكان ويتذكر كيف ’كانت‘ هيئته.
بضعة صور في نهاية الالبوم وضعها فادي من باب حسن النية في محاولة منه "لرسم بسمة وسط الدمار"، تظهر الجانب الانساني في التعامل مع أطفال سعى ’دير المخلص‘ في منطقة النزهة الحفاظ عليه وسحب الاطفال إليه بعيدا عن دائرة الموت والخراب والدمار المحيطة بهم.
اطفال يصطفون ويلعبون ويرسمون، في منطقة آمنة كلياً، سكانها المقيمون في بيوتهم على بعد بضعة كيلومترات من الخراب الظاهر ببقية الصور، اكثر الأحداث درامية في حياتهم الروتينية يتلخص باحتفالهم قبل ايام بأكبر سيخ شاورما!
حاولت جاهدا طرد الفكرة من راسي، اللحظة التي تصور في مكانين غير بعيدين عن بعضهما، لقطة منقسمة لجزئين بأحداهما يجتمع الحضور حول ارطال اللحم التي تكدست على سيخ الشاورما، والثاني يجتمع الحضور لمحاولة انتشال انقاض وجثث تكدست في الشارع وتفتت إلى أشلاء كل جزء منها مضرج بالدماء.
لا يفصل بين المشهدين السابقين حقبة زمنية، بل مسافة تحتاج لدقائق سيرا على الاقدام لاختصارها. مسافة فيزيائية تفصل بين المكانين تخفي بعدا شاهقا ومسافة اكثر اتساعا في نوعية الدقائق التي يعيشها الانسان فيهما، بنفس الدولة وبنفس المدينة، تمر ليال مختلفة الهيئة على الانسان بحسب الخيارات التي حددتها الطبيعة لمكان مولده.
يا معشر العدالة، الانسانية، الوطنية، لماذا تصرون على الغياب.
***
***
الشعب السوري واحد
مع أن الواقع أثبت أن كل واحد بحد ذاته واحد، حتى هذا الواحد قابل للتجزئة
أنا وظلي مثلا لسنا واحد، ولا يمكن أن نكون كذلك
ادعس عليه لا مشكلة عندي المهم أنني بكينونتي بعيد عن المكان الذي اختارته قدمك لتسقط بشكل حر عليه
وقس على ذلك
***
سوريا المنكوبة ستستقيم ذات يوم من بعد انحنائها كعود الخيزران، لكن الندبتين على الجبين، الندبة الطائفية التي تركتها الأحداث في سوريا اضافة للندبة الكبرى التي تركتها سنين ركود القبور والمستنقعات، هل سيزولان يوماً؟
أن كان الانف طويل ويصعب الرؤية أبعد منه، هل هو ايضا فاقد لحاسة الشم ؟
التاريخ متخم بنتائج افعالهم ورائحة وجودهم وما ترافق معها من أحداث مميزة الون والرائحة يستحيل على الانف نسيانها
هل تقاس مدة الاحتفاظ بالمعلومات ضمن الذاكرة السورية بالساعات أم بالدقائق؟
***
ما حدث في الاستفتاء على الدستور، أو في الاقتراع على عضوية مجلس الشعب، ليس سياسة ولا حالة انسانية بل مسرحية فاشلة، فشلها متأصل فيها لمعرفة من يشاهدها الخاتمة التقليدية المعتادة التي ستذهب إليها الامور، حتى أنها كفن مسرحي لا ترتقي لمستوى الامتاع أو ترك انطباع مضحك أو مبكي أو تراجيدي أو فكري، مجرد مسرحية أخرى مشابهة للمئات التي سبق ومللنا من متابعتها.
ما حدث في مجلس الامن من فيتو مزدوج ودعوات تسليح وتدخل عسكري وفرض عقوبات اقتصادية وتضيق سياسي وقطع علاقات وسحب سفراء، ليس حالة انسانية ولا مسرحية فاشلة بل لعبة سياسية قوامها المصالح وهدفها تحصيل المكتسبات بحسب الظروف التي تجري بها الأحداث.
ما حدث ويحدث على كافة الاراضي السورية ليس لعبة سياسية ولا مسرحية تقتضي النباهة بإيجاد مكامن المتعة لمتابعتها، أو ميول فردية تفرض على صاحبها متابعة أحداثها (انت من زمان بتحب السياسة!). بل حالة انسانية صرفة ومعاناة استمرت لأجيال متتالية حتى تبلورت لنا في هذه المشهد الاعلامي الهزيل والدموي المروع.
الخلط بين المجالات الثلاث، عن عمد أو عن جهل، يسبب اهانة لمن يعاني في الداخل وفرحا لمن يلعب بالأوراق في الخارج وحالة طبيعية لمن اعتاد أن يطرش البلد بيافطات تحمل صورته واسمه في دعوة منه للمواطنين حتى ينتخبوه بناء على ذوقه باختيار ملابسه.
***
هنا حمص |
البوم هنا حمص - للمدون فادي حليسو
جارحة هي الصور التي تصف الدمار الذي حدث على الاراضي السورية، صفعة لا تنسى على خد ناظر الصور ومعاين تفاصيلها، تفاصيل تترك بلا ادنى شك اثرا أكبر لدى المتلقي الذي يعرف المكان ويتذكر كيف ’كانت‘ هيئته.
بضعة صور في نهاية الالبوم وضعها فادي من باب حسن النية في محاولة منه "لرسم بسمة وسط الدمار"، تظهر الجانب الانساني في التعامل مع أطفال سعى ’دير المخلص‘ في منطقة النزهة الحفاظ عليه وسحب الاطفال إليه بعيدا عن دائرة الموت والخراب والدمار المحيطة بهم.
اطفال يصطفون ويلعبون ويرسمون، في منطقة آمنة كلياً، سكانها المقيمون في بيوتهم على بعد بضعة كيلومترات من الخراب الظاهر ببقية الصور، اكثر الأحداث درامية في حياتهم الروتينية يتلخص باحتفالهم قبل ايام بأكبر سيخ شاورما!
حاولت جاهدا طرد الفكرة من راسي، اللحظة التي تصور في مكانين غير بعيدين عن بعضهما، لقطة منقسمة لجزئين بأحداهما يجتمع الحضور حول ارطال اللحم التي تكدست على سيخ الشاورما، والثاني يجتمع الحضور لمحاولة انتشال انقاض وجثث تكدست في الشارع وتفتت إلى أشلاء كل جزء منها مضرج بالدماء.
لا يفصل بين المشهدين السابقين حقبة زمنية، بل مسافة تحتاج لدقائق سيرا على الاقدام لاختصارها. مسافة فيزيائية تفصل بين المكانين تخفي بعدا شاهقا ومسافة اكثر اتساعا في نوعية الدقائق التي يعيشها الانسان فيهما، بنفس الدولة وبنفس المدينة، تمر ليال مختلفة الهيئة على الانسان بحسب الخيارات التي حددتها الطبيعة لمكان مولده.
يا معشر العدالة، الانسانية، الوطنية، لماذا تصرون على الغياب.
***
عاصرت قسما من الحرب الاهلية اللبنانية وكنت اسمع الاطراف كلها. كلها كانت تقول انها تجب لبنان. وعند الدخول في التفاصيل تكتشف ان كل فئة تحب لبنانها هي وليس لبنان كما هو لكل اللبنانيين، فلبنان المسيحي غير لبنان الشيعي غير لبنان السني غير لبنان الدرزي. وحتى هذه اللحظة ليس هناك لبنان اكبر من الطوائف.
اتمنى ان تكون سوريا اكبر من طوائفها، وان تكون لكل السوريين.
ميخائيل سعد
***
الشعب السوري واحد
مع أن الواقع أثبت أن كل واحد بحد ذاته واحد، حتى هذا الواحد قابل للتجزئة
أنا وظلي مثلا لسنا واحد، ولا يمكن أن نكون كذلك
ادعس عليه لا مشكلة عندي المهم أنني بكينونتي بعيد عن المكان الذي اختارته قدمك لتسقط بشكل حر عليه
وقس على ذلك
***
سوريا المنكوبة ستستقيم ذات يوم من بعد انحنائها كعود الخيزران، لكن الندبتين على الجبين، الندبة الطائفية التي تركتها الأحداث في سوريا اضافة للندبة الكبرى التي تركتها سنين ركود القبور والمستنقعات، هل سيزولان يوماً؟
لنستبشر خيراً! ولنصلي للمستقبل المجهول طريقة الوصول إليه والمجهول واقعه والمجهول معطياته والمجهول طريقة الحياة فيه.
مبدئياً، لا يمكن أن تكون سوريا بخير وعدد الشهداء الذين يسقطون كل يوم يفوق عدد الكاسات التي اجترعها عند رغبتي نسيان الحياة والواقع. من ينتظر الحوار أو الإصلاح أو اعادة بناء البلاد ومؤسساتها أو تعبئة الفراغ السياسي بالاحزاب المختلفة التوجهات، فليعمل على وقف الدماء، بعدها ليكن لكل نكبة، ندبة، نكسة، تخطي حقبة، كلام.
مبدئياً، لا يمكن أن تكون سوريا بخير وعدد الشهداء الذين يسقطون كل يوم يفوق عدد الكاسات التي اجترعها عند رغبتي نسيان الحياة والواقع. من ينتظر الحوار أو الإصلاح أو اعادة بناء البلاد ومؤسساتها أو تعبئة الفراغ السياسي بالاحزاب المختلفة التوجهات، فليعمل على وقف الدماء، بعدها ليكن لكل نكبة، ندبة، نكسة، تخطي حقبة، كلام.
بانوراما تراجيدية!
ردحذف...
لأخذ العلم فقط الصور في ألبوم هنا حمص ليست من تصويري حصلت عليها من أصدقاء هناك.
وللأسف مبكية لواقعيتها
ردحذفشكرا فادي على الالبوم :)