درس خصوصي بالتربية الوطنية


حاجز عسكري
عساكر صغار في السن معدمون من البرد والتعب يقفون على الشارع العام
تصطف السيارات ارتالا بانتظار تدقيق العساكر بهوية السائق والركاب
سيارتان مكشوفتنا بجوار بعضهما
الاولى مكدسة بقطعان من "اللجان الشعبية"
والثانية مكدسة بسحارات من البرتقال اليافاوي

مد يده واخذ اول سحارة
الثانية
الثالثة
واصدقاءه حماة الديار يضحكون

نزل السائق غاضبا للسرقة العلنية التي تعرض لها
اندفع بجسده نحو السارق

لاحظ السلاح الذي كان يحمله بطريقة ملفتة للنظر

تباطأت حركة الجسد كمحصلة منظومة قوى متعاكسة بالاتجاه، قوة عاطفة الانسان المظلوم تدفع وقوة ادراك هوية سارقه تفرمل
وقف على مسافة قصيرة منه
خاف
تمنى لو أنه ’كبر عقله‘ ولم ينزل من سياراته
لم يعد هناك مجال للتراجع، الآن وجها لوجه مع السارق
شعوره بضرورة استرجاع رزقه وكرامته تكفل باستكمال المشهد
يداه إلى الخلف بطريقة غريبة تعكس رغبا باظهار الجسد نية عدم الاستفزاز
عيناه تهاجمان بشراسة
حنجرته تصدر صوت اهتزازاته الترددية تصل حتى مسامع الاصم الجالس في القطب الشمالي

بهدوء وطني مميز ومتقن
التفت عضو اللجان الشعبية للسائق المتكتل أمامه
ناوله كف وطني شعبي أصيل
اعاد تذكيره بهوية البلد الذي تجري فيه الحادثة!

درس خصوصي اكمل بعد كل منهما ممارسة الدور الذي اعتاد ان يمارسه في حياته
الأول سيقى يفعل ما يريد دون محاسبة
والثاني لا اعتقد انه سيتجرأ على التفكير بالنزول مرة اخرى للمطالبة بأي حق من حقوقه


تعليقات

إرسال تعليق

لم ولن يتم فرض أي رقابة على التعليقات أو المساس بها من تعديل أو حذف.

عبّر عن رأيك بحريّة

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة نقدية في القوقعة : يوميات متلصص

حقارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى