على رماد الأيام

من هناك من قلب العواصف الراكدة
على بركة نَسَت كيفَ..
تراقصها رياح الهواجس
أعلن الصمت المقيم
في قصور الوحدة صارخاً
قد صبحنا و أمسينا على رماد الأيام
أين ابدأ من لوحات هذا الزمان
بعد أن جفت الألوان
وسقطت الروح عن الأبدان
كم من ريشة رمادية الطيف
سالت على جدران مدينتي
عبثاً تخفي تصدعاتكِ
و تلوي بالحرف شموعكِ
سمائنا هل غيرها كيدُ الزمان
أم أن عيني ألقت عليها الأحزان
و عبثاً ذلك النور سار في الطريق
عله كاد يكشفُ هواجسي المنقبة
تلك التي آثرت على قلبي الحزين
بحياءِ المرأة الشرقية
والنفاقِ المكتوبِ على وجوههن
في أن الحياءَ صنعةُ المرأةِ الشرقية
وأن الشهوةَ في الشرقِ
كتمثال فينوس ناقصةٌ
وهل في النقص ذلك الجمال !
أما فَرغَت حواء من لعبة التفاحة
ألم يكفيها جمع سلالٍ بحجم كواكب
تستفرد بها لإغواء غريزة آدم الحمقاء
أم أن الرواية العربية تسعد في أن يخزيها الأبطال
وتهيئ الهوامش لترقد فيها سطور النصر
رسمت الوطن بملامح أنثى مكابرة
هوتها ذاكرتي و أضاعت مفاتيح النسيان
لأسقط في زلّة الصوت وضجيج التنافر
ولتخطفني المدينة بسحرها المتناقض
يجر غربةَ النفس تارةً و يملأنا حنيناً أُخرى
تنثرني على حدود الرغبة المقيدة
تجردني من السكون و ترميني في الظل
لا شيء يعود و لا شيء ينتهي
و إنما المكتوب وهم على حجر
و الشعر كالحلمِ
وهمٌ على حافة الحقيقة
و أنا الذي بنيت من أوهامي عرشاً
تصدعَ حين أخضرَّ الربيع
و سقط في أعناق المكابرة
لأهذي في صقيع الليل
المتَدَثّر بالسحاب الرقيق
أكان هذا الليل صاحبي الموعود
أم كنت جالساً أتأمل العودَ
الموشوم على ماضٍ لم ينتظر
كان حلماً جميلاً لم يكتمل
كان صوتاً رقيقاً لم يَعُدْ يصل
و بعده كان شتاءٌ رماديٌ
انبعثَ من رماد الفصول
يخضلُّ القلبُ فيه مطراً
ثم ينكسر حين يلفحه الشوق
على مدارجِ الليالي الطويلة
و لتسرقه في لحظة عمرٍ
عطور الأرض التي إبتلّت به
تلك العطور التي يعبق بها
خريف الوطن الجريح
كفنوك يا وطني و ربيعكَ ما زال ينبض
و ألقوكَ في دهاليز الظلمةِ
في غفلةٍ من رمشكَ
ألقوكَ في كأسٍ من المرِّ
لم تتعود اجتراعه
فحادثني إن كان سيزورنا الربيع بعد
أم أنهم تركوكَ فريسةً لذئاب الشتاء
و أيني أنا من كل هذا ..
هائم في ترتيب الذكريات
و ترويض جموحها ..
أحصي على طاولتي المقلوبة
القلوب المعذبة
وأنت يا قلبي ستبقى حبيس نفسكَ
ولوعة الحروف على سطورها أنيسُكَ
فأشتهي أنثى كانت لكَ
و أرسمْ وطناً كان لنا
و لترْفد الحرية لنفسك ..
تلك الحرية التي وهبتها السماء للأرض بعد أن فارقتها

by: mario-balit
22-9-2011

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة نقدية في القوقعة : يوميات متلصص

حقارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى