السوريون يرفعون أكبر ما لديهم ويطرحون فرضيات لكيفية وصول السفير الأميركي لحماة


في سياق المنافسة القماشية بين الكوكبة العفوية السورية والكوكبة العفوية الليبية في التهافت على رفع أكبر علم بين البلدين درءاً لخطر الفتنة الخارجية والمؤامرة التي تحيط بالبلدين، قرر السوريون توسيع باب المنافسة العالمية في الذود عن حمى الوطن ضد المخططات الخارجية باختلاف توجهاتها ومآربها، وفي هذا السياق تم إنشاء مناسبة Event على الفايسبوك بعنوان "معاً لرفع أكبر...........طنجرة أو غرض بالبيت".
اختلفت الأشياء والمواضيع التي أراد السوريون المشاركون بالحملة رفعها ، فأحدهم أراد رفع العتب، وآخر طالب برفع الكأس عاليا ليشرب نخب الوطن على طريقة الماغوط بمسرحية ’’كاسك يا وطن‘‘، منهم من لم يطمع بأكثر من رفع رأسه وصوته، ومنهم من أراد رفع يديه للسماء للدعاء مستنجدا الله إحلال السلام مرة أخرى لأهل هذه الأرض. وهناك من استغل الفرصة ليعبر عن غضبه من الحال الذي لم يترك له شيء ليرفعه سوى معدل ضغط الدم في جسمه.

وفي سياق آخر غير بعيد عن حالة النقد والسخرية، استعان السوري بالنكتة والأدب الساخر لإيصال فكرته وموقفه من زيارة السفيرين الأميركي والفرنسي لحماة، من لم يستطع ترجمة رأيه لكلمات مباشرة لسبب أو لآخر، ترجمها لإجابة عن سؤال "كيف وصل السفير الأميركي إلى حماة من دون علم أحد؟؟"
فبين من رجّح أن السفير قد رشا القائمين على الحواجز الأمنية بباكيت مالبورو أو بمبلغ 50 ليرة المقابل لدولار واحد والتي تعتبر تسعيرة شبه معممة للمعاملات البسيطة في الدوائر الحكومية، وبين من سوّق لفكرة أن السفير لجأ لبرنامج كسر البروكسي بتلميح لواقع صفحات الانترنت المحجوبة في سوريا، إضافة لكم هائل من الإجابات التي وضعها السوريون إجابة نقدية بشكل نكتة ساخرة أخذت قيمتها النقدية من خلال عكسها الموقف التهكمي والاستهجاني لشعب يعبر بشكل أو بآخر عن أفكاره بطريقة تضمن سلامته.

من الممتع مراقبة النكتة في سوريا رغم كل حالة الضغط والتوتر التي نعيشها في الداخل ورغم زخم الأحداث وتوتر الآراء وحساسيتها نجد أن النكتة السورية قد استطاعت شق الطريق لتجد لنفسها مكانا كشكل من أشكال الأدب الساخر ولتأخذ سلوك المقاومة والنقد، لاذعة ذكية مضحكة معبرة ومبكية، والأهم من ذلك أنها قادرة على خلق فسحة تعبير لكل من أراد التنفس.

تعليقات

  1. كيف استطاع الدخول الى حماه وهي محاصرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    ردحذف

إرسال تعليق

لم ولن يتم فرض أي رقابة على التعليقات أو المساس بها من تعديل أو حذف.

عبّر عن رأيك بحريّة

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة نقدية في القوقعة : يوميات متلصص

حقارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى

وسائل الاعلام " المفقودة "