فعلها منتخبنا الوطني

Saudia Arabia vs Syria 1-2

فاز اليوم المنتخب السوري وحقق المستحيل رغم فساد الاتحاد الرياضي وفساد الإداريين القائمين على المنتخب الوطني .

في بداية الشوط الثاني زارنا خالي مع عائلته . لاحظ تفاعلي المفرط مع هجمات المنتخب السوري ( بصراحة كنت عم جعّر على كل شوطة فما كان في داعي لأكتب كلمة "لاحظ" المرتبطة بالمراقبة ولتدقيق لأنو القاعد بالحارة الجنبنا فينو يحس بصوتي ) ونصحني ألا أفرح كثيراً فقد سبق له التفاعل مثلي مع الأحداث طوال سنين حياته التي أكسبته خبرة ومعرفة كافية لإدراك حقيقة كون المنتخب السوري يلعب شوطاً واحداً قبل تحول شباكه إلى "مصفاية شاي وهدف لبواريد الخردق" المصنوعة من مختلف البلدان في الشوط الثاني .
لم يتمم كلمته حتى تلقت الشباك السورية هدفا كتوقيع على صحة نظريته . بصراحة أصابني نوع من التشاؤم لإدراكي حقيقة نظريته والتي يبصم التاريخ بالعشرة على صحتها .تشاؤمي اختفى كليا مع الهدف السوري الثاني ، هذه المرة جاء الهدف جارحا لحنجرتي وباخشاً لطبلة أذن الجالسين بجانبي .

الأمر الجميل لا بل الرائع هو تفاعل خالي مع الأحداث المتبقية من المباراة ، فأنا الجالس بالقرب من الشاشة تحولت إلى ساعة ناطقة عليها إعلام الجميع بالوقت المتبقي على نهاية المباراة .وبالطبع ككل الشرقيين لم يعترف خالي بخطأه فبالرغم من فرحته الغامرة والتي بدت واضحة وجلية على نبرة صوته وتفاصيل وجهه بفوز المنتخب الوطني إلا أنه قد أصرّ على نسب الفوز لضربة حظ ستختفي في المباريات القادمة .

ما أود أقوله أن النكسات الرياضية المتتالية علينا كسوريين جعلت من معنوياتنا وإيماننا بمنتخباتنا أتعس مما يمكن تصوره ، قد نكون البلد الوحيد في المعمورة الذي لا يكترث مواطنوه بمشاركة منتخب بلدهم في بطولة على مستوى القارة ، فغير المعني بالرياضة يعلم مسبقا نتائجنا السلبية والمتابع أكثر تشائما من النموذج الأول فالإشارات التي تزامنت مع فترة التحضيرات من توقيع عقد مع مدرب صربي لمدة ثلاثة أشهر ! تلاه "هروب" المدرب المذكور واستلام "فاليرو تيتا" تدريب المنتخب وانتقاء اللاعبين قبل عدة أيام من انطلاق البطولة دليل على فساد القائمين على الرياضة السورية وعدم جديتهم في إظهار سوريا بشكل لائق في مثل هذه المناسبات وسبب كافي ليقتصر أمل المتابع لمثل هذه المهزلات بمشاركة نظيفة نخسر فيها بأقل ما يمكن !

لم يهتم كثيرون بقيمة المباراة قبل وقوعها ، مع أن وصول سوريا إلى  هذه الدورة بعد 14 سنة انقطاع كان يجب أن يُحفتل به بطريقة لائقة وبأسوأ الاحتمالات بحماس صغير وتشجيع .
إلا أن فوز سوريا غير المتوقع حول الصفحة الرئيسية  للفايسبوك لكرنفال اشترك فيه المعني وعدم المعني بأمور الرياضة  ، فالنتائج ومهما كانت صغيرة يكفي أنها تجعلنا نفتخر بمجهودنا حتى نتشارك فرحتها ونتفاعل معها والأهم أنها تبقي لدينا أملاً بمقدرتنا على إثبات وجودنا في إحدى مجالات الحياة .

بعد هذا التفاعل القوي للشارع السوري وبعد هذه الثمار الطيبة غير المتوقعة من اللاعبين ، اعتقد على المعنيين بأمور الرياضة السورية إعادة تقييم موقفهم تجاه مسؤولياتهم لصنع رياضة سورية حقيقية تعكس محبة الشعب السوري للرياضة . وعند الحديث على محبة الشعب السوري للرياضة نكون أمام محبة حقيقية بكل ما في الكلمة من شغف وعشق للعبة ، يكفي تأجيل موعد العديد من الامتحانات العملية في جامعة حلب في حال تقاطعها مع مباراة للإتحاد الحلبي  للتأكيد على محبة اللعبة ، مع العلم أن الدكتور هو من يطلب التأجيل لا الطلاب ! فنحن لا نحتاج حدوث كأس عالم في قطر لزيادة شعبية اللعبة في المنطقة ، نحتاج إلى ( وفقط إلى ) إتحاد رياضي غير فاسد مهتم بالرياضة وقادر على تطويرها بشكل صحيح .

في الأمس كان الاتحاد بطل لكأس الاتحاد الآسيوي ، سبقه الجلاء وصيفا لبطل آسيا في كرة السلة، واليوم يحقق المنتخب السوري فوزا على المنتخب السعودي المتأهل لأربعة مرات لنهائيات كأس العالم
هل يحق لنا أن نحلم بمشاركة سورية في بطولة مثل كأس العالم ؟
بالنسبة لي لن اصغي لمقولة خالي وسأبقى متمسكاً بالحلم