هل أصبح لأقلامنا صدى ؟


خليط من السعادة والصدمة والاستغراب ، هكذا كانت ردة فعلي عند قراءتي خبر تراجع وزارة الثقافة عن قرارها السامح بإقامة الأعراس في متحف دمشق التاريخي .

مع أن تصريحات وزير الثقافة نعسان آغا تعيد بشكل أساسي سبب هذا التغيير المفاجئ إلى ردة الفعل السلبية حيال موافقته قبل أقل من عشرة أيام على تأجير المتاحف والخانات الأثرية للحفلات والأعراس ، يبقى لدي شك أو بكلمات أكثر دقة "عدم تصديق" لأن الكلمة اليوم تستطيع أن تجد طريقها للخروج وأن الرأي العام المعبر عن ذاته على صفحات الانترنت قد أصبح مأخوذاً بعين الاعتبار لدى أصحاب الشأن .

والشك لا يزال قائماً فيّ رغم تعدد الوقائع والأمثلة ، فهذا التغير "المفاجئ" والذي وضح وزير الثقافة أنه قد تم بسبب الاستنكر الشعبي قد سبقه تراجع آخر في مجال الأحوال الشخصية ومسودة القانون المرفوض قبل أقل من عام على خلفية رفض الحقوقيين السوريين لها قلباً وقالباً ونشاط المنابر العلمانية الحقوقية لوضع العصي في دواليب تحولها من مسودة لقانون معمول به ، وإن لم يرفق الرفض باشارة واضحة تدل على أن خلفية النقد اللاذع الموجه إلى مواده قد حولته إلى كابوس أسود مرّ بسلام ، يبقى البحث عن سبب منطقي آخر يقف وراء تعطيل القانون مجرد فعل غبي بحسب تقديري يشابه اخفاء الشمس بالغربال .

لا أنكر بتاتاً شعوري
بالرضا عن ما آلت إليه مؤخراً حال الأقلام والآثار على حد سواء ، إلا أن نزعة الشك تلك أجدها دوماً مسيطرة عليّ لتمنعني من تصديق ما يجري من حولي ، فثمار تلك الكلمات وصداها واضحة المعالم ومع ذلك استصعب تصديق أن هذه الثمار قد أنتجتها تلك الكلمات .

هل أصبح الانترنت طريقة فعالة للتعبير ووسيلة متاحة وفريدة للتغير في الواقع ؟ وهل أستطاعت الصحافة الاكترونية السورية - رغم غياب موضوعيتها وحرفيتها في كثير من الأحيان - تخطي جميع وسائل الاعلام التقليدية من حيث القدرة على التواصل مع الحياة واحداث التغيير نحو الأفضل ؟ أسئلة لا يستطيع أحد ما التأكيد على إجاباتها ... إلا أن التاريخ سيفعل ذلك

ملاحظة هامة جداً جزيلاً : أداة الجمع في كلمة "أقلامنا" لا تشير إلى نرجسية متعالية "ومألوفة" لمديري المدونات بل تشمل جميع من كتب تعليقاً في موضوع تأجير الصروح الأثرية من أصغر سبّة عفوية لأكبر مقال تنظيري منقح ومنسق .

تعليقات

  1. الانترنت دائما وسيلة فعالة وخلق ليجعل حياتنا افضل واسهل وتقريب المسافات فى بعض المعاملات هذا فى البلدان التى ابتكرته
    هنا على لاقل فى مصر هو وسيلة للبيزنس وتباهى الحكومة بان لدينا ما يسمى حكومة الكترونية و تتباهى المدارس ان بها معامل للحاسب الالى ( لاحظ ان 50 % من الشعب المصرى يجهل القراءة و الكتابة والمعلمين يجهلون استخدام الحاسب ) عموما لست هنا الان لمناقشة سوء استخدام التكنولوجيا واستخدام حكومتى الرشيدة لها لتفريغ جيوب المواطنين - هنا فى وطنى السعيد بدأ المدونون المصريون يأخذون حيزا من الاهتمام عندما فقط تم تسليط الضوء الاعلامى التليفزيونى عليهم فمعدو البرامج التليفزيونية و الاذاعية ليسوا دائما بالمهارة الواجبة لاعداد برنامج ناجح لذلك فتشوا عن مصدر اخر بدلا من ان يرهق معد البرنامج نفسة يبحث عن مدون ناجح لاستضافتة فى برنامج فاشل اذاعى او تليفزيونى
    اما عن موضوع التوقف عن الاعراس فى المتاحف فقد عرضة المدون ياسين السويحة وعقبت علية هناك ولكن فعلا اشعر بسعادة لتوقفهم عن تلك المهزلة الحضارية .
    فهنيئا لكم وعقبى لنا

    ردحذف
  2. الجماعة كان بدهم مصاري باي طريقة ..طيب أنتو جماعة الاقلام الالكترونية والحبر الناشف ضروري تقطعوا رزق الجماعة؟ يعني إذا فيه عالم مفزلكين وارستقراطيين بدهم يعملوا ليلة الدخلة بالمتحف مع عشتار شو الها علاقة أقلامكن؟
    عيب يا جبرا تستغل الموضوع ولو تعرف أديه مقهور أنا من تبطيل الأعراس بالمتاحف لأنو فيه عنا هيك ع السطح عواميد بتشبه الأعراس كنت بدي أقنع عروستي أنو هي آثار بس أصحاب الأقلام بيخلوا حدا ينام؟

    ردحذف
  3. إذا كنتو مفتكرين أنو في سرقات ما كشفتها الدولة ، بتكون الدولة ما كشفتها ، أمّا الدولة لما بتريد بتكشف السرقى حتى ولو ما كان في سرقة
    وحتى لو في حدا ما بيسمع بيصير يسمع بيسمعوه بيسمعو عنو
    أتمنى هالمرة يكونو سمعو منكم وكون أنا غلطان

    ردحذف
  4. بعتذر على التاخير بالرد بس وقت بكون الواحد بفترة فحوصات وبتجيه سفرة ضرورية ما بعود يعرف كف بده يحك راسه !

    Kontiki :
    المثير لأستغرابي أن واقع الانترنت السوري يعد الأشد بؤساً بين جميع دول المنطقة
    فحتى هذه اللحظة أكثر من 95% من مستخدمي الانترنت في سوريا لا يستطيعيون تحميل أغنية بحجم 3 ميغا لأنها ستستغرق مدة تفوق الربع ساعة لاكتمال تحميلها !
    فخطوطنا من النوع القديم ( الديل آب ) وسرعتها لا تتجاوز فعلياً الـ 4 كيلو بايت بالثانية ( بأفضل احوالها )
    ومع هذا يقوم وزير الثقافة بسماع رأي الشريحة التي تستخدم الانترنت ويتراجع عن قراره الذي لم يجد أحداً ما قد اعجب به !

    بالفعل حادثة غريبة تستحق التعمق بها ووضعها بخانة الذاكرة كي نعود إليها يوماً .

    تحياتي لك

    ردحذف
  5. @كنان :
    يا اخي اسطوانة بدن مصاري بدن مصاري عجزنا منها
    امتى ما كان بدن مصاري ؟
    طول عمرن عم يدوروا على طرق يسحبوا فيها مصاري وبحسب معرفتي مافي حدا فقير بيناتن يعني جايبين اللي بدن ياه

    دائما في امسيات"ثقافية" بالقلاع الأثرية متل قلعة دمشق وقلعة حلب وهلشي حلو وومميز بنفس الوقت
    بس انه يصير قطاع مأجور للعائلات فصعبة يا اخي صعبة

    ومشان مشكلتك فلا تقنعني انه هلشغلة قطعتلك نصيبة
    ما بينخوف عليك .. بتبيع الرمل للعرب
    :D

    ردحذف
  6. @ ابن البلد

    بجوز سمعوا مننا وبجوز عم يخلوه العالم تحس انن عم ينسمع صوتن

    شبعرفني يا زلمة فايتة القصص ببعضا

    ردحذف
  7. سمعت الخبر من قبل وأعتقدت أنه مزحة إعلامية .. لكن في التاريخ الأسود لا يوجد مزح فكله مسجل في ذاكرة الزمن

    ردحذف
  8. @ دندنة

    لا بالعكس انا عم شوف بعكسك
    مين كان متوقع انه ممكن "رأي العالم" يخلي وزير يتراجع عن قراره ؟

    بجوز تكون بداية القصة مجرد تحميل منيّة أو انها خدعة متل ما الكل عم يقول
    بس انا شايفها بمنطق ايجابي شوي انها ممكن تكون بداية جيدة ما تعودنا عليها

    ردحذف
  9. طيب شي بيزرع بذرة تفاؤل انو لهلا في حدا بيقرا و بيسمع و بتراجع عن قرار
    هادا الشي حلو

    ردحذف
  10. الحرف الجاد والصادق
    مثل قطرات الماء المتواصلة على حجر صلب
    مصير الأيام .. تظهر مدى قوته في صلابته واصراره على وصول غايته وهي نحت الحجر ..

    اهنأ لكم .. هذه الخطوة

    وفي سوريا من الأقلام ماسيغير هكذا قرار وغيره

    ردحذف

إرسال تعليق

لم ولن يتم فرض أي رقابة على التعليقات أو المساس بها من تعديل أو حذف.

عبّر عن رأيك بحريّة

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة نقدية في القوقعة : يوميات متلصص

حقارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى

وسائل الاعلام " المفقودة "