عندما حلمتُ أن أصبح شاعراً
الشعر موهبة قبل أي شيءٍ آخر. لكي تدخل دنيا الشعر عليك أن تكتب شعراً حقاً.. وأن تفهم الشعر حقاً. لذلك يقول جبران خليل جبران: "يحتاج الحق إلى رجلين.. الواحد لينطق به والآخر ليفهمه".
لكي تكون شاعراً حقاً لا يكفي أن ترتب الكلمات بجانب بعضها ثم تأتي بروي واحد لكي تسمي ما تكتبه شعراً..
لا يكفي أن تفهم في "الشطر والقافية وحرف الروي والأوزان الشعرية"
قد نضطر لمجاملتك أحياناً، ولكن الشعر الحق لا يخضع للمجاملات.. فالشاعر شاعر والجاهل سيبقى جاهلاً حتى لو كتب عنه ألف ناقد يمدحه.
لكي تكون شاعراً عليك أن تقطع شريانك كل يوم وتبدأ بالنزيف...
عليك أن تكون مرهفاً جداًً، وحساساً جداً، وصادقاً جدا..
أن تشعر بآلام الآخرين لا بآلامك وحدها،
وأن تكونَ الشفقةُ على الآخرين ديدنك صبح مساء، ومرشدك في كل ما تكتب.
في هذا الزمن "الانترنيتي" الرديء صار الشعر سهلاً كشربة ماء، وصرتُ زاهداً به وبأمرائه.
صار الشعر ترفاً فكرياً لا يغني ولا يسمن من جوع. الجوع بكل معنى الكلمة وليس مجازاً.. الجوع الذي بدأ يضرب أطنابه بوفرة في مضارب الناس كل الناس (والآتي أضرب)!!.
صار الشعر سلعةً محدودة الفعالية بأيام معدودة، بينما سلع السوق ممتدة الصلاحية لسنوات. بعض السلع تنتهي صلاحيتها بعد عشر سنوات قادمة (يعني أطول من تاريخ صلاحيتي وصلاحيتك عزيزي القارئ)!.. نظرة خاطفة إلى البضائع المكدسة في السوق ستجعلك تشعر بالوفرة من أول نظرة، أما الشراء فقضية صعبة أصعب من فهم حالة "الشعر" الميؤوس منها!!
..........
جربتُ أن أصبح شاعراً قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، لأكتشف بعدها أن الشعرَ غاية لا تدرك بسهولة.
جربت أن أخربش على أوراقي ما بدا لي شعراً يستحق القراءة، أو التلاوة على منابر المراكز الثقافية؛ وقد فعلت لمرة واحدة وحيدة.
لم يرمني الناس بالبندورة والبيض الفاسد (فهذه عادة شعبوية لا تليق بجمهور مجامل)، بل كرموني أليق تكريم...
ـ وقفت على المنبر منشداً للحرية وصائحاً في الناس:
هذا بعض ما تجرأت وتفوهت به قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، فهل أنا حقاً شاعر؟!
ربما أكون على حافة الشعر..
على حافة النثر..
على حافة القصيدة الحديثة غير المسجونة داخل ستة عشر قفصاً.
ولكن هيهات أن أكون شاعراً حقاً..
أما إذا ما كانت المسألة مسألة انترنت و "لعب عيال"، فأنا أشعر بأني أفضل بكثير من أولئك "الشعراء" النصابين الذين يملؤون الساحة!.. أولئك الذين صدق من كتب عنهم يقول:
ـ ملاحظة هامة:
لنتفق أولاً!..
هذا المقال معدّ لينشر في عدة مواقع انترنت، والنقد الوارد فيه لا يشير بالضرورة إلى شاعر بعينه، على هذا الموقع أو ذاك.
المقال يؤشر إلى استفحال ظاهرة "الشعر الانترنيتي" الهابط (على غرار ظاهرة الغناء الهابط مثلاً)، مع قناعتنا الأكيدة بأن للظاهرة تلك شواذ هامة!
*******
لكي تكون شاعراً حقاً لا يكفي أن ترتب الكلمات بجانب بعضها ثم تأتي بروي واحد لكي تسمي ما تكتبه شعراً..
لا يكفي أن تفهم في "الشطر والقافية وحرف الروي والأوزان الشعرية"
قد نضطر لمجاملتك أحياناً، ولكن الشعر الحق لا يخضع للمجاملات.. فالشاعر شاعر والجاهل سيبقى جاهلاً حتى لو كتب عنه ألف ناقد يمدحه.
لكي تكون شاعراً عليك أن تقطع شريانك كل يوم وتبدأ بالنزيف...
عليك أن تكون مرهفاً جداًً، وحساساً جداً، وصادقاً جدا..
أن تشعر بآلام الآخرين لا بآلامك وحدها،
وأن تكونَ الشفقةُ على الآخرين ديدنك صبح مساء، ومرشدك في كل ما تكتب.
في هذا الزمن "الانترنيتي" الرديء صار الشعر سهلاً كشربة ماء، وصرتُ زاهداً به وبأمرائه.
صار الشعر ترفاً فكرياً لا يغني ولا يسمن من جوع. الجوع بكل معنى الكلمة وليس مجازاً.. الجوع الذي بدأ يضرب أطنابه بوفرة في مضارب الناس كل الناس (والآتي أضرب)!!.
صار الشعر سلعةً محدودة الفعالية بأيام معدودة، بينما سلع السوق ممتدة الصلاحية لسنوات. بعض السلع تنتهي صلاحيتها بعد عشر سنوات قادمة (يعني أطول من تاريخ صلاحيتي وصلاحيتك عزيزي القارئ)!.. نظرة خاطفة إلى البضائع المكدسة في السوق ستجعلك تشعر بالوفرة من أول نظرة، أما الشراء فقضية صعبة أصعب من فهم حالة "الشعر" الميؤوس منها!!
..........
جربتُ أن أصبح شاعراً قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، لأكتشف بعدها أن الشعرَ غاية لا تدرك بسهولة.
جربت أن أخربش على أوراقي ما بدا لي شعراً يستحق القراءة، أو التلاوة على منابر المراكز الثقافية؛ وقد فعلت لمرة واحدة وحيدة.
لم يرمني الناس بالبندورة والبيض الفاسد (فهذه عادة شعبوية لا تليق بجمهور مجامل)، بل كرموني أليق تكريم...
ـ وقفت على المنبر منشداً للحرية وصائحاً في الناس:
صديقتي الحرية:
ألفُ تحية
وبعد..
لقد ذبحوك يا صديقةْ
قالوا قدموك قرباناً لإله الموت
والموت ماموتٌ بأنيابٍ دقيقةْ
تلك هي الحقيقةْ
موتكِ صار حقيقة
هل أبكيكِ دمعاً ودما!
أم أبكي فقرنا
وجوعنا
وأمجادنا المسحوقةْ
ـ صفق الناس فانتشيت، ثم أقبلت عليهم بـ (قصيدة) غزلية تقارب بين عشقي وعشق ربة الخصب عشتار:احملْ آلامكَ واتبعني
وصلّي ما شئتَ وتضرّعْ!
فأنا عشتارُ بما تعني
حبيباً تطلبُ فتطوعْ
احملْ أفراحكَ وتبرعْ
بالقلبِ الخافقِ تحت الصدرِ
بالدمِ الصابغِ لونَ الزهرِ
بالدمعِ الحابسِ قهرَ العمرِ
تبرّع!
لا تخشى هلاكاً أو موتا
فحبيبُ عشتارَ لا يُصرعْ
ـ وقفتُ أمامَ الحشدِ الصاخبِ أعلنُ ملء حنجرتي:ليس من الحكمةِ بمكانٍ أن تسجنوا كلّ العشاقِ
فالحب في وطن الحبِّ صار هدفُ السّّراقِ
إن شئتمْ للحبِّ موتاً فعليكم سحقُ الأحداقِ
فالحب يا جيشَ الظلمِ في العين وفي الصدرِ باقِ
إني لا أفهمُ كيفَ القزمُ يخوّلُ أن يقتلَ عشاقْ
وكيف الحبُّ في زمنِ القهرِ يدعى نفاقْ
فاضربْ ما شئتَ يا قزماً
يزرعُ في الناسِ شقاقْ
لكنك لن تقدرَ أبداً
أن تقتل فينا الأشواقْ
واعزف ما شئت موسيقى!
اعزف من كل الأبواقِ
فالحب صار كحقيقة
تسكن داخل أحداقي
جئناك يا ملك الموت..
ثورة جيش العشاقِ
..........هذا بعض ما تجرأت وتفوهت به قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، فهل أنا حقاً شاعر؟!
ربما أكون على حافة الشعر..
على حافة النثر..
على حافة القصيدة الحديثة غير المسجونة داخل ستة عشر قفصاً.
ولكن هيهات أن أكون شاعراً حقاً..
أما إذا ما كانت المسألة مسألة انترنت و "لعب عيال"، فأنا أشعر بأني أفضل بكثير من أولئك "الشعراء" النصابين الذين يملؤون الساحة!.. أولئك الذين صدق من كتب عنهم يقول:
قلت للإسكافي: أحتاج لنعلٍ
خشن الجلدةِ ... برّاق الطلاءِ
أومأ الإسكافي للرفِ ورائي
قال لي:
خـذ واحـداً مـن هؤلاءِْ!
كان فوق الرّفِ صفٌّ
من مئات الشعراءْ..
...........ـ ملاحظة هامة:
لنتفق أولاً!..
هذا المقال معدّ لينشر في عدة مواقع انترنت، والنقد الوارد فيه لا يشير بالضرورة إلى شاعر بعينه، على هذا الموقع أو ذاك.
المقال يؤشر إلى استفحال ظاهرة "الشعر الانترنيتي" الهابط (على غرار ظاهرة الغناء الهابط مثلاً)، مع قناعتنا الأكيدة بأن للظاهرة تلك شواذ هامة!
*******
بعد زمااااااااااااااااااااان
ردحذف