خدمة العلم


حدثتني الأرض عن مشاعر الجندي المقاتل دفاعاً عن ارضه
قالت أنها خليط من الكبرياء وحب البقاء
من ألم المصير المجهول وحلاوة حلم المستقبل المكلل بالورود
من الخوف والشجاعة
من الموت والحياة
وأكثر من ذلك
إنها تعبير عن الانتماء إلى الأرض !

أعانق صديقي العائد من خدمة العلم
أراقب تقرحات أقدامه
أرمي نظراتي بعيدا عنه عند كشفه عن منطقة الفخذ كي لا أشاهد آثار السياط عليها
ألمس الألم بصوته الحامل للذل العاصف بحياته
أحاول الوقوف أمامه وجهاً لوجه متفادياً الوقوف خلفه ، كي لا أرى الجروح المتخثرة في المنطقية الخلفية من رأسه نتيجة ضربه بآلة معدنية
شكله لا يوحي بتاتاً أنه يقدم خدمة للوطن الذي عايش وسيعيش فيه وينتمي لأرضه
لا يشبه الجندي الشجاع الذي لطالما رسمنا صورته في خيالنا عند سماعنا مفردات مثل " جندي - مناضل - حماة الديار "
بل أقرب ما يمكن إلى المعتقل الخارج لتوه من الدهاليز المظلمة ، أو السجين الذي يدفع ثمن جريمته البشعة .

جنسيته سورية .. أتعتبر جريمة ؟ أتعتبر حجة لتحميله الذل والإهانة والشتائم ؟

أخفي دمعتي عنه كي لا أزيد عليه حمله
فلو رأى دمعتي هل سيفهم موقفي ؟
هل سيدرك أنني لا أبكي عليه بقدر بكائي على وطن يُذلُّ أبناءه عنوة على أرضه ؟

ابجندي معدوم الأمل والرجاء بالحياة ، مشتوم العرض ، مذلول النظرات ، مقرّح الجروح ، موجوع الفؤاد ، ستحرر الجولان يا سيد ؟

تعليقات

  1. البارحة كانت أمي تحدثني عن عرف كان شائعا في الستينات والخمسينات من القرن الماضي..
    اعتادت أمي ووالدتها على حياكة كنزة صوفية سنويا لترسلها الى العسكر "كما كانو يقولون" ..
    كان هناك تقليد سنوي لدى اهالي دمشق يتمثل بالتبرع بملابس ونقود وطعام ليرسل الى العسكر على الجبهةكل شتاء..
    تقليد أهلي غير حكومي..
    لا أدري لماذا أشعر بأن شكل انتمائنا للوطن تغير عن شكله لدى الجيل الذي سبقنا.. وكأنماأصبح الآن موسوما بحرقة أو حزن.. أو .. لا أدري..
    محبتي.....
    ميس

    ردحذف
  2. وجه الشبه بين الخوف والخدمة العسكرية هو أن كليهما إلزامي. الفرق الوحيد هو أن الأول مستديم وغير محدد بسنتين. أتبحث عن أرقامٍ تضاعف بها عمرك؟ اضرب إذاً خوفك بأصفار!!.

    ردحذف
  3. حماة الديار عليكم ... شو ؟20‏/11‏/2009، 3:52 م

    اووووف
    وجعتلي قلبي وذكرتني بمأساة ناسيتا
    خدمة العلم
    ههـ
    مو بس بيحرقو سنتين من عمر الشاب يلي بيكون بعمر الانتاجية والاندفاع للمستقبل
    كمان بيهينوه وبيذلوه
    مسخرة !

    بس مسخرة مذلة وبتوجع


    هاموش
    وانا عم أكتب الرد تذكرت النشيد العربي السوري
    حماة الديار عليكم سلام
    أبت أن تذل النفوس الكرام !!

    تحياتي

    ردحذف
  4. اي بتعرف بعد خمس سنين انا -باذن سعدو- بكون خلصت جامعة..

    وماني مصدق خلص.. مشان روح اخدم تراب الوطن (وصرامي الظباط)..

    يا اخي شعور غير شكل..بس شي ظابط يوئف بوجهك وما في بينكن خمسي سنتي ..ويجعر بوجهك مسبات واهانات..

    هلئ انا شخصيا ماني عتللان هم المسبات..


    بس ريحة تمو يازلمي هون الضربي..



    *هاموش:
    انو مشان اعمل مدوني..
    انتي ادرى الناس غابي انو التدوين مو مجرد معرفة تقنية بمجتمع المدونات أو اليات التدوين..التدوين بدو اكتر من هيك..بدو بورية حشيش ..ومخ..

    ردحذف
  5. انا بذمر لما خدمت جيس ولما الواحد كان ينذل كانو الشباب يتسألوا ويقولوا انو هلق اذا سلمونا سلاح ونقاتل اسرائيل قبل ما نقتل الاسرائلين منقتل الضباط اللي عنا ما بعرف انو لما بيذلوا الواحد شو بتكون الغاية بس مو بكل الاماكن هيك وانا بعرف انو كتير اشيا صارت ممنوعة بس ماحدا ملتزم بهالشي بس بتوقع لازم يكونوا أشد من هيك بتنفيذ القرارات لانو هالشغلة خطرة وصعبة

    ردحذف
  6. بعد قرائتي.. اكتشفت محسنة من محاسن عدم المساواة بين الجنسين (-;
    بس انو غابي....
    بالجنود بدنا نرجع الجولان!!!!
    انو انت عم تحلم (ولولا انو انت انت كنا قلنا كلمة تانية بس ما بتستهلها(-; )
    الدعوات لعودة الامفاوضات على قدم وساق .. فانو ايا جنود وايا سلاح يا غابي؟؟
    هي الهون وظيفة تانية تماما

    ردحذف
  7. سلامات غابي،
    سياط!! معقول!! هالكلام صعب كتير
    أنا خدمت وشفت كتير أمور سوداء حصلت مع الجنود ولكن سياط!!
    أخبر صديقك أن يشتكي لأكبر سلطة في موقعه وأن لا يخاف اذا كان يتعرض لهذه المعاملة السيئة وخاصة اذا كانت من ضباط ذو رتب صغيرة فهؤلاء متعجرفون ولا يعرفون المدى الحقيقي لتصرفاتهم، ولن يسامحهم القادة ليس بسبب أخلاقهم ولكن من أجل المنظر العام و(يحطوا وحدة عل الضباط).
    واذا كان في مكتب أمن مكان اللي يخدم فيه يروح فورا ولا يخاف أبدا لأنهم سوف ينذروا الضابط على الأقل أو يحققوا معه ولو شكليا وهذا أمر معيب للضابط ويخرب سمعته ولو كانت النتيجة صفر.

    اخبره ألا يسكت أبدا والا سوف يظل يتعرض لهذه المعاملة.
    تحياتي

    ردحذف
  8. الآنسة ميس :
    قد يكون سبب الاهتمام المفرط من آبائنا واجدادنا يعود إلى معرفتهم بوظيفة العسكري والخدمة التي يتوجب عليه تقديمها إلى وطنه فكان التقليد جزئاً من التعبير على التعاضد والشكر .

    اليوم .. ماذا يفعل الجندي وأي وظيفة يؤديها ( باستثناء تحوله إلى ممسحة للأحذية) كي يشعر الناس بضرورة الوقوف بجانبه .

    ردحذف
  9. ماهر سلوم :
    مع إن الخوف أشد عصراً بحياة الإنسان كونه كما تفضلت غير محدود زمنياً وقد يرافق الانسان طيلة حياته لكنك وإن كنت خائفاً تستطيع ( وإن للحظات معدودة ) الهروب من حالتك والعيش في الأحلام التي تريد

    الخدمة العسكرية الحالية بشكلها المذل والمهين للإنسان يصعب عليك "الهروب" منها حتى للحظات قليلة .

    المشكلة أن الضرب بالأصفار يحدث بكثرة في هذه الأيام .

    ردحذف
  10. هنهون :

    يا ريت كانت مسخرة .. كان واحد تسلى فيها

    صدقيني من وقت ما رجع كرم من اجازته " كرم اسم العسكري اللي حاكي عنه فوق " وانا ما عم اقدر افهم هلزلمة كيف رح يقدر يرجع من اجازته

    من يومين كنت معه وجبتله معي "حلاوة الجبن" أول ما شافها بلش يسب فيني وبأهله وبكل رفقاته لأننا عم نهتم وندلل فيه
    عم يستصعب فكرة انه بعد اسبوع رح تخلص الاجازة ورح يرجع للحياة اللي صرله سنة عم يعيشها !!

    صدقيني شي بيحرق القلب ..

    ردحذف
  11. ميشيل :
    الله يعينك



    بخصوص المدونة الحكي يطول ويطول
    اذا بدك راسلني عْ الأيميل الموجود بآخر الصفحة.


    زين : يا زلمة بالمدارس ممنوع الضرب ومن فترة سمعنا بحادثة وفاة نتيجة ضرب مبرح فكيف بالعسكرية !
    الشي اللي مستغربه انه من وين أصحاب الرتب العسكرية بيستوردوا هلكره وهلحقد
    ما عم استوعب مصدر الكره تجاه شخص بالحياة المدنية ما عندك ايا صلة فيه

    مقول مفهوم السلطة حقير لهلدرجة !

    ردحذف
  12. سونا

    وقت بتم الواحد عم ينّفخ براسه على الصراع العربي الاسرائيلي والإصرار على تحرير كل شبر محتل ، والسلاح هوي اللغة الفعالة للحوار ، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، وكفاءة الجندي السوري في التعامل مع أحدث الأسلحة ، وعلى 80% المخصصة من ميزانية الدولة للجيش والقوات المسلحة .. وعلى وعلى وعلى من هلقصص اللي بتوجع راس الواحد

    قدام طريقة التعامل مع الشخص المطلوب منه يحقق أو بالاصح يكون الوسيلة المباشرة لتحقيق كل هلشعارات .. وقت انه من وين رح يصير 1% من كل "اللعي الفاضي" اذا الذل هوي الوسيلة الوحيدة والاهانة هية العرف السائد بالتعامل مع هلأشخاص هدول ؟

    ع راسي المفاوضات وع راسي الطرق السياسية لتحقيق المكاسب والوصول للأهداف .. بس انه عم ناكلها بالعبطة والله يسترنا من اللي جاية

    ردحذف
  13. كنان :
    كردة فعل أولى للقصص اللي حكالي ياها سألته " وما بتقدروا تشتكوا "

    جاوبني وبصراحة تامة
    الضابط " ابو مازن " واسطته أكبر من الله وما حدا بيسترجي يقرب عليه او يشتكي لأن قبلنا جربوا واكلوها

    صدقني شي بزعل وببكي بنفس الوقت .. بالفترة الأخيرة صار اكتر من حالة وفاة بالعائلة تعاملت معها بشكل كتير اعتيادي كأي حدث بيمرق بهلحياة .. حتى اني ما بكيت .. بس وقت شفت كرم وحكالي القصص اللي معه لك حتى مافي داعي يحكيلي الجروح اللي براسه وبجسمه بتحكي عن حالها .. صدقني بليلتها بكيت وبكيت بحرقة لدرجة اني استغربت فيها من حالي

    ردحذف
  14. غابي
    انا متاكدة .. انو المفاوضات لا ع راسك ولا ع راسي
    ولا غلطانة ؟؟؟
    بس بالاخير هيدا يلي عم يصير ... وهي مشكلة كل مانها عم تزيد وما عم يبين حل الها
    سيدي منيح انو كل مانها عم تتخفض .. انت اتخيل لو كان صديقك بدو يخدم متل ايام زمان سنتين ونص !!! برايك شو كان صار فيه وبغيرو ؟؟
    فانو ... شي احسن من ولا شي
    وبعتلو مواساة قلبية ...المهم ما ينجح التعامل يل عم يتعرضلو ويغير فيه شي للاسوا .. لانو احيانا بحس انو هيدا هدف من اهداف الخدمة .. تشويه الشخص من جوا ... وكتير رائع اذا قدر الواحد ما يحققلون هالشي ...

    ردحذف
  15. حمل الجزء الاول من خدمتي الكثير مما ذكر هنا، وفي حالة أخرى شاهدت أخي الأصغر يعذب أمام عيني وهو يعرج وبجسم متورم كلياً دون أن أستطع عمل شيء، قلت له في تلك الفترة "لاتدعهم يهزموك"
    لم أقصد بحرف الكاف هنا النظام العسكري، بل ما يحاول هذا النظام أن يلقنه له.
    أن تكون جندياً يعني أن تكون جزءاً من هذا النظام العسكري،أن تتخلى عن كبريائك وعن نزعة التمرد، أن تكون جزءاً من نظام ، أن تتعلم أن تعيش ظرفاً أسهل ما يمكن أن يقال عنه أنه قاس، برد، طعام سيء معاملة من أشخاص تقارب تصرفاتهم تصرفات عدو لك يكرهك ويحتقرك.
    من ناحية أخرى هل يمكنك تخيل طريقة تجعل 500 شاب من أعمار بين 19 وحتى 25 يتصرفون وفق مفردات نظام واحد ؟ وهم بـ 500 نفسية وحياة سابقة مختلفة؟ تضمن نجاحها في حال استثناء هذا السوء؟
    عزيزي هناك شباب قبل خدمة العلم لم يتحركوا في شبابهم لأكثر من 100 متر سيراً لا ركضاً ، ولا يستطيعون رفع أجسادهم عن الأرض لأكثر من حركتين من التمرين السادس، بل ويقرف بعضهم أن صادفته بذرة سوداء وهو يتناول حز بطيخ.
    إن ذكرت خدمة العلم سأتذكر الوقوف شبه عار في ليلة باردة كهذه الليلة ، وسأتذكر رائحة الطعام التي تنفر جرذاً قذراً منها، لكني سأتذكر أيضاً أني لم أركض لعشرة كيلومترات متواصلة دون توقف ولم أصل للياقة أو آخذ موقفاً من طعام في يوم ما مثلما فعلت في الخدمة ، سأتذكر أني لم أحمل بندقية آلية لأكثر من 600 ساعة تقريباً وأفكها وأعتني بها أو أن أحمل قاذف وأتعلم كيفية التصويب والإطلاق فيه إلا في فترة الخدمة هذه، سأتذكر كيف أني لم أتعلم كيف أترك العجرفة ورائي في المعسكر.
    الفرق بين من يحافظ على سخطه ومن يرميه بعيداً عند انتهاء فترة الخدمة هو قدرته على الابتعاد عن التفكير بالأمور التي جرت على أنها تحمل طابعاً شخصياً ، قدرته على الإيمان بأنه ترك رامي وغابرييل في المنزل عندما حمل حقيبته للمرة الأولى متجهاً لاداء الخدمة.
    لا نختلف كثيراً بطرق التدريب عن دول مجاورة أو بعيدة في تطبيقها لنظام الخدمة وفي قسوتها، عربية كانت أو غربية.
    ثم دعنا نفكر بالامر بشكل آخر، لو تركت مسألة الخدمة لقرار الشاب نفسه في أن يخدم أولا يخدم من سيذهب؟ المضطر (كما في حال المتطوعين) والهارب من واقع امر مما يمكن أن يراه في خدمته.
    نحتاج برأيي لبعض التعديل في بعض القواعد الخاصة بالخدمة مثلاً مدة هذه الخدمة وبعض الأمور الفنية المتعلقة بتفاصيل وجودنا في المعسكرات.
    وربما نحتاج كشباب للإيمان بما نفعل وبسببه.

    أعتذر على الإطالة

    ردحذف
  16. سونا : اذا بدنا نحكي ع المفاوضات رح ندخل بمتاهة تانية .. وجود هـ الكائن البشرية ( المدعو جندي ) في المكان المدعو ( سرية او كتيبة ) سببه انه عنده وظيفه واللي هية خدمة العلم السوري

    واول أولوياتنا شي اسمه " الجولان " كمساحة جغرافية سورية محتلة
    فاللي بيزعج انه الغيمات تبع العسكرية مستحيل تقدر اتجيب هديك المطرات "تبع التحرير"

    للأسف ما قدرت وصلّك سلامك اله لأن كنت منقطع ع النت وع مدونتي بشكل خاص .. والزلمة يوم الأربعاء انتهت اجازته
    المرة الجاية ان شاء الله

    ردحذف
  17. يورانيوم : بمقابل الجانب الايجابي الوحيد اللي كسبته او اللي كسبه رفيقي او ايا شخص راح علعسكرية .. في عدد كتير كبير من المضار والسلبيات ممكن توصل لإنعدام الأمل بالحياة !

    ما عندي فكرة كيف برا بتم التعامل مع المتدربين وكيف بتم عملية البناء والتقوية الجسدية .. بس متأكد انه وضع سبة تطال الأم والأخت قبل كل أداة نداء .. مانها إحدى تلك الطرق الفعالة

    ردحذف
  18. عزيزي غابريل
    لايحق لأي رتبة عسكرية أن تشتم الأم أو الأخت ، لا أدري من أخبرك هذه المعلومة ، لكن شتم الأم أو الأخت تبهدل الضابط المدرب شر بهدلة وأنا مسؤول عن كلامي.

    ردحذف
  19. كلامك صحيح يا رامي
    لا يحق لأي رتبة عسكرية شتم عرض المتدربين من العسكار
    ولا يحق للموظف الحكومي أن يطلب رشوة أو يقبل بها
    ولا يسمح لضابط الجمارك تهريب البضائع والمنتجات
    ولا يحق للجنة المسابقات التلاعب بالمناقصات المتعلقة بورش العمل .

    وجميعها معمول بها في وطننا !

    ردحذف
  20. عندما يختزل الوطن في فرد وتكون هذه التربية لجبل كامل
    يحصل إرباك لدى هذا الجيل ليخلط بين كره هذا القائد وكره الوطن

    ردحذف

إرسال تعليق

لم ولن يتم فرض أي رقابة على التعليقات أو المساس بها من تعديل أو حذف.

عبّر عن رأيك بحريّة

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة نقدية في القوقعة : يوميات متلصص

حقارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى

وسائل الاعلام " المفقودة "