تداعيات ريفية




عشت الأسبوع المنصرم بكل تفاصيله في ربوع قرية نائية بكل ما تعنيه كلمة نائية من معنى . الغريب في الأمر أن تخلفها التقني والخدمي استطاع تحويل غرفتي التي لطالما استمتعت بالجلوس فيها إلى سجن أشعر بضيق جدرانه على صدري .

أسئلة كثيرة يصعب على العقل إدراكها وعلى المنطق تحليلها واستيعابها
يأتي جوابها الشافي من مشهد تقاطع خطوط الوديان مع الجبال .. كبساطة البديهيات .

النظرات الفاحصة التي وجهها المارة لي وللحقيبة التي أحملها على ظهري في طريق عودتي إلى منزلي ، الهمجية النموذجية لسائقي التكاسي ونشوب معركة كلامية بينهم للفوز بالغنيمة (حضرتنا) ، الضجة المؤرقة في الطرقات ، حديّة النبرة المستخدمة في الشوارع ، خلو مدينتي من أصدقائي وأحبائي بعد التحاقهم بفترة التخييم الثانية المقامة في القرية التي ودعتها قبل ساعات قليلة . إضافة لعوامل كثيرة دفعتني إلى الاتصال بمكتب تأمين خدمات النقل والسفر للاستفسار عن موعد انطلاق أول حافلة إلى الضيعة النائية ذاتها .


هذه المرة ستكون تطلعاتي مختلفة عن المرة الأولى ، فلن أحاول فهم سبب تعلق أهل الريف ببيوتهم المهترئة وسأوجه كل اهتمامي للبحث عن تفاصيل سلبية تساعدني على كره الريف وإعادة تقبّل مجتمعي واقعي ... وغرفتي .




تعليقات

  1. الحلو في الموضوع انو المكان جذبك للذهاب اليه مرة اخرى
    و ذلك يعني الكثير
    التجربة و اعادة المحاولة لاثبات شيئ ما
    قيمة الموجود ضد الا موجود
    بانتظار اكتشافاتك الجديدة ب ( اعادة المحاولة )

    ردحذف
  2. أهلا بجفرا
    المكان ساحر ببساطته وبانعدام تغطية الموبايل فيه :D

    ليست المرة الأولى التي أعيش فيها لفترات محدودة في بيئة مغايرة عن بيئتي

    لكنها المرة الاولى التي أشعر فيها أن بيئتي الأصلية أجنبية عنّي وأني لا أنتمي لها !!

    وأنا أيضا سأنتظر نفسي لأعلم ما سأكتشفه فيها هذه المرة

    تحياتي لوجودك .. بعد زمان :D

    ردحذف
  3. كنظرة متشائمة للموضوع أجد أن عودتك مرة أخرى رغم أعتبارك المكان كسجن تعكس صورة السجن الكبير ( الذي هو مجتمعنا ) كما أراه أنا

    صورة الباب جميلة مما يذكرني

    http://i707.photobucket.com/albums/ww73/edjustahuman/Alepposcastle00016.jpg

    ردحذف
  4. gab..
    لقد اعدتني بذاكرتي لمنزل قديم اعشقه في احدى
    مرتفعات ..كسب.. الجبلية وحين رؤيتي للصورة قفزت الى ذهني رائحة الحطب والمطر وخبز التنور واجتمعو
    جميعهم في لحظة..وكاني استنشقهم للمرة الاولى
    يااااه كم للريف حتمية في وجودنا
    اعذر ابتعادي عن فحوى موضوعك
    لكن هناك دفء ما جعلني اهذي ما اهذي

    ردحذف
  5. أبو طوني, مريت وحبيت قول اني افتقدتك,ونطرت لاقيك وما لقيتك وما بقي عندي الا هون
    لا تنسى عمك سام

    ردحذف
  6. ED
    عودتي لم تكن بالميسورة وكان لها زوايا جديدة ساحاول تلخيصها في أقرب فرصة ووضعها على صفحات مدونتي التي أشعر انها ماتت خلال غيابي ..
    بالنسبة للسجن الكبير فمن الممكن أن تتحول أجمل العقود والأساور إلى غلال وقيود .. اختلاف زاوية التفدير يقلب المفاهيم ويعيد توزيع الأدوار من جديد .. أتمنى أن تكون رسالتي قد وصلتك ..

    بما يتعلق بصورة الباب فهل يخفى القمر !! باب قلعة حلب الداخلي المؤدي إلى مركز تخزين المؤن قديما !

    ردحذف
  7. ياسمين..وثلجٌ أبيض
    هل تؤمنين بالتخاطر ؟
    في رحلتي الثانية لم دفعتي الظروف إلى التوجه نحو كسب !! ولدي مجموعة من الصور سأضعها في صفحتي قريبا جدا

    ما احتمال أن يكون البيت الذي تقصدينه قد قمت بتصويره ووضع صورته بالمستقبل في صفحتي ؟
    لننتظر ونرى ما يرتبه القدر لنا :D


    في الهامش : اهذي يا فتاة .. فالحياة لا تستحق الصحو من هذيانها .

    ردحذف
  8. عمي سام :

    تعليقك ترك أثر كتير طيب بقلبي
    كل يوم والتاني عم تأثبتلي بأنك شخص كبير ...كبير

    سلامي الك

    ردحذف

إرسال تعليق

لم ولن يتم فرض أي رقابة على التعليقات أو المساس بها من تعديل أو حذف.

عبّر عن رأيك بحريّة

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة نقدية في القوقعة : يوميات متلصص

حقارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى

وسائل الاعلام " المفقودة "