اجتماع داخلي للأضداد \ الديمقراطية - الطائفية \





لن أتحدث عن مفهوم الديمقراطية والمشاركة وما تتضمنه من العمل برغبة الأغلبية " وليس برغبة الأكثرية كما يظن البعض" وعن شروط تطبيق الديمقراطية بقائمة تترأسها كلمة الوعي يليها وجوبا مصطلح "الوعي" وتنتهي ختاماً بـ الوعي .

ولن أتحدث عن الطائفية ومفهوم التشدد المرتبط بها واشتماله على إلغاء للآخر بشكل متناسب مع تنامي حس الانتماء الطائفي الموازي للانتماء الأثني إن لم يزد عليه كما هو حال معظم التجمعات الطائفية العربية .

ولن أتحدث أيضاً عن استحالة اجتماع الفكرتين ( الديمقراطية - الطائفية ) بآن واحد ضمن رأي فرد واحد ، فالديمقراطية تعتمد على اختيار الفرد لـ "شخص ما" بعد إطلاعه على آراء ووجهات نظر كل الـ "أشخاص" وفهم الرؤية المرتبطة بكل منها قبل اختيار ما يناسبه منها .أما الطائفية فتنسف إمكانية اختيار الـ"شخص" بناءً على كفاءته وتضع أحكاماً مسبقة مبنية على الانتماء المذهبي والطائفي مانحة "الشخص " ذو الطائفة " س" أصوات أبناء طائفة "س" بمجرد سماعهم خبر ترشيح نفسه من مبدأ " لا يحن على الحديد إلا الحديد نفسه "

لن أتعب نفسي بالحديث عن كل هذا فقد بات الحديث في البديهيات يشعرني بالإرهاق والتعب إن لم أقل " بالقرف"
سأختصر تعبي بإمالة أصبعي باتجاه انتخابات الحكومة اللبنانية التي ستقام خلال الأيام التالية ، فمجرياتها تلخص ما سأقوله وستحدثكم أرقامها عن فكرتي وقراءتي للموضوع .

مازحني اليوم زميل جامعي يعلم اهتمامي بالملفات السياسية قائلاً : " لماذا لا يتم تسهيل ظروف الانتخابات اللبنانية للتوفير
المواطنين عناء الاقتراع ؟، فلتقم دولة لبنان"الديمقراطية" بإجراء إحصائية للتعداد السكاني بناءً على التوزيع الطائفي لهذه الأعداد وتعمم نتائج هذه الإحصائية كنتائج نهائية ومقررة لفرز أصوات الانتخابات الحكومية"
لثانية واحدة ضحكنا معاً بصوت مرتفع ، انتشر بعدها صمت غريب يتخلله تبادر للنظرات ، بحث فيها كل واحد منا بأعين الشخص المقابل له عن منطقية الفكرة وإمكانية حدوثها من عدمه .

لتحميل الفيديو انقر هنا

تعليقات

  1. للأسف نسبة كبيرة من أنصاف المثقفين تدعي بأن لبنان هو التجربة الديمقراطية العربية الوحيدة وذلك بسبب اختلاط فهم الديمقراطية عندهم بالحرية يعني الخلط ما بين التمثيل السياسي والحياة السياسية والتعبير عن الرأي بغض النظر عن اهميته ودور الفرد في المجتمع الأمر الذي يخيفني لأنه يرسم لي أفق محدود جدا لأية تجربة ديمقراطية عربية وبالتالي يزيد الواقع الكئيب قتامة.
    واليوم بالكويت ما زلنا نرى التمثيل النيابي لا يخرج عن حدود الطائفة والعشيرة فهل يا ترى التجربتين الكويتية واللبنانية أو احداهما قابلة للتطور إلى ديمقراطية حديثة حقيقية؟؟.

    ردحذف
  2. خليها ع ربك...

    و المشكلة لبنان محسوبة علينا ديمقراطية, يعني و هالشي كتير لايقلون لجماعة رُهاب الحرّية مشان يتحججو انو الديمقراطية بلبنان جابت الطائفية...

    قصة عويصة

    تحياتي

    ردحذف
  3. اي حرية و اي ديموقراطية نحنا النماذج اللي عنا بالوطن العربي نوع من انواع البهرجة و
    يعني طولة اللسان هي الديموقراطية هل الديموقراطية هي انو واحد يسب التاني و احزاب تطعن ببعضها و تسفيه تاريخ الاخر ؟
    اظن انو الديموقراطية اكبر من هيك

    ردحذف
  4. غير معروف :
    التجربة اللبنانية تختلف بحسب وجهة نظري عن التجربة الكويتية
    فالأولى مبنية على اسس نتنة يصعب تقويمها
    أما الثانية فتطور بشكل ملحوظ وإن كانت امكانياتها محدودة وسقفها معروف مسبقا إلا أنها أقرب من النموذج اللبناني للفكر الديمقراطي
    عربيا عصر الديمقراطية لم يبدأ بعد ، الأمر الذي يرتب علينا رسم العصور المقبلة باللون الاسود القاتم .

    ردحذف
  5. ياسين : معك حق ياسيدي ، وفوق المنها صايرة شماعة للرد على كل فكر بطالب الديمقراطية .. من قبل كان الرد يجي بشكل " الشارع السوري ما بيتحمل تعايش طائفي وفي تجارب كتيرة بتاريخه الحديث بتعطي ايحاءات لاستحالة تطبيق الديمقراطية بشكل حر "
    اليوم قويت الحجة أكتر وصر الجواب عبارة عن جملة وحدة .. " بدكن نصير متل لبنان ولا متل العراق ؟! "

    عم حاول عيفها للرب .. بس صرت استحي من الرب من كتر ما عم نعفله شغلات ونحمله هموم

    تحياتي الك

    ردحذف
  6. جفرا
    اللشي الوصلان لإلنا من الديمقراطية هوي البعبة على القنوات التلفزيونية وشتم الآخر ونكش النقاط السود بتاريخه
    مفهوم عرض خطة عمل والتصريح بالأهداف اللي بده يحققها المرشح في حال انتخابه معدوم كليا
    شو بهم يعرفوا العالم لمين عم يصوتوا ؟ المهم انه من نفس الطايفة وهون بيت القصيد

    بنهاية الفيديو جملة موجهة بشكل خصيصي للبنان .. بشوفها نافعة لتتوجه لكل سكان المنطقة

    سلامي الك

    ردحذف

إرسال تعليق

لم ولن يتم فرض أي رقابة على التعليقات أو المساس بها من تعديل أو حذف.

عبّر عن رأيك بحريّة

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة نقدية في القوقعة : يوميات متلصص

حقارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى

وسائل الاعلام " المفقودة "