اختزل العالم بوطنه


فور عودة أختي من زيارتها للطفل الذي سبق وأدرجت له رسمه من انجازه في تدوينة سابقة
بدأت تحدثني عن آخر أفعاله وآخر الأمور المضحكة التي يقوم بها ببراءة الأطفال وعفويتهم
حدثتني عن آخر لوحاته الزيتية ،وأكثرت الحديث عن التي صور فيها مشهد لفيل يدعس على قرد !!

أخبرتني عن أحلامه بالسفر إلى الفضاء ، الأحلام التي تشكلت في مخيلته بعد تعلمه أسماء كواكب المجموعة الشمسية . وكيف أن أمه " لعبتها صح " عندما أخبرته بأنه لا يستطيع السفر إلى الفضاء طالما لا يتحدث الفرنسية بطلاقة ، وبذلك حققت رغبتها بدفعه إلى تعلم الفرنسية التي لطالما عبر لها عن كرهه لها وانه لا يريد دراستها .

حدثتني على حادثة ذات طابع خاص ، عندما بادرها بالسؤال : " فرنسا بأي دولة "
فأجابته أختي : " فرنسا دولة بحد ذاتها "
إجابتها هذه رسمت على وجهه علامات التعجب والاستفهام ، تعجبه كان مبررا لدى والدته التي فسرت الموقف لأختي بقولها أن ابنها لن يستطيع فهم واقع الكرة الأرضية ووجود الدول المختلفة على سطحها فبالنسبة له يوجد في الكرة الأرضية دولة واحدة .. سوريا ، وبقية الدول توجد على كواكب أخرى .

اسعد وأتفاءل عندما أتابع أخبار هذا الطفل الصغير واستمع إلى آخر حكاياته وأقواله .. وأحاول أن أهمل ما سيؤول له الحال عندما يتعرف على الواقع بمفاهيمه الحقيقة ، متمنيا ألا أكون أنا هو الشخص الذي سيهدم نظرة الطفل الذي اختزل العالم كله بوطن واحد... بسوريا .


تعليقات

  1. دمت صديقي و عاشت الطفولة بكل جمالها و براءتها و عفويتها و غبائها

    ردحذف
  2. أبو وطن : "
    دمت صديقي و عاشت الطفولة بكل جمالها و براءتها و عفويتها و غبائها "

    عاشت ،عاشت ، عاشت

    اهلا بعمي كرم

    ردحذف
  3. يا ترى هاد الولد مو نفسو يلي كان يصيح من ستين سنة ديغول خبر دولتك باريس مربط خيلنا

    ردحذف
  4. نور : وان ما كان هوي اللي صاح بوجه شارل ديغول .. فهوي بالتأكيد نفس الفكر اللي كان بيحمله الشيخ صالح العلي مثلا وقت ما رضي بتقسيم سوريا وما اهتم بمنحه الحكم الذاتي لـ قسم من اقسامها ..سوريا لا تتجزأ.

    ردحذف
  5. الله يحفظو و يكبر بوقت احسن من هيك بكتير
    لحتى ما ينصدم زينا

    ردحذف
  6. جفرا : بعتذر على التأخر بالتعقيب على ردك .. بتذكر اني كتبت رد اكتر من مرة وعملتله سيند بس الهيئة الخط عندي عم يأثبت فحولته بشكل مستمر .

    اهلا بجفرا .. ولا تواخذينا

    ردحذف

إرسال تعليق

لم ولن يتم فرض أي رقابة على التعليقات أو المساس بها من تعديل أو حذف.

عبّر عن رأيك بحريّة

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة نقدية في القوقعة : يوميات متلصص

حقارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى

وسائل الاعلام " المفقودة "