قصة الشعارات
في زمن من الأزمنة العابرة مرّ الشعب بحالة ضعضعة لا مثيل لها فغدا الشجار لغة حوار والتخوين لغة المناداة والحقد منهجية حياة
فكان لابد من إنسان ما أن يصرخ بأعلى صوته مناديا بالوحدة .. مناديا بالحرية .. مناديا بالتآخي وبجميع تلك القيم السامية
وكان ذلك بمجيء حكيم قدير، جلس في طرف الساحة فترة من الزمن ، إلى أن اكتفى مما سمعه من الـشتائم ، نهض عن كرسيّه واتجه إلى منتصف الساحة جالبا بعض الحجارة المتوسطة الحجم والتى شارع باستخدامها في بناء منبرا يرتفع بضع سنتمترات عن الأرض
ومع بدأ صياحه بالصوت الهادي للمنطق ، الناهي للمهازل ، سكت الجميع وأصغى باهتمام إلى كلماته المؤثرة
تفرّق الناس بعد أن اخذوا نصيبهم من الحكمة واتجهوا إلى كل ناح وصوب ، وبقي المنبر الصغير في منتصف الساحة ليذكّر الشعب بكلمات الحكيم
وفي كل مرة يعود فيها الشعب إلى حالة التشعب والتشتت ، يظهر إنسان جديد يحاول تقليد الحكيم الأول ،
فتراه يحمل مجموعة جديدة من الحجارة يزيدها على المنبر السابق لزيد من علوّه ويجعله ملفتا للأنظار بشكل اكبر من سابقه
ومع الأيام ومع تتالي المقلدين أصبحت كومة الحجارة برجا عتيدا يناطح السحاب في العلو
وأصبحت كلمات الحكيم مجرد شعارات تافهة لا يعطي بال الشعب لها أي أهمية
و حدث ارتباط بين من يلقي الشعار ، وصغره في أعين الناس نتيجة البعد الشاهق بين مكان جلوسه في قمة البرج والشعب المنتظر على الأرض الحقيقة .
و حدث ارتباط بين من يلقي الشعار ، وصغره في أعين الناس نتيجة البعد الشاهق بين مكان جلوسه في قمة البرج والشعب المنتظر على الأرض الحقيقة .
ردحذف-------
رهيبة! رهيبة! رهيبة!
بصراحة و بدون أي نية للمجاملة, من أجمل ما قرأتُ مؤخراً
تحياتي معلّم!
حلوة
ردحذفكتير
مميز كما انت دوما :)
حلوة
ردحذفاكيد عرفتني مو هيك
(والاكيد من شدة ارتفاع البرج لم يعد يسمع من في الارض صوت من في السماء) عمل مميز وجميل بالتوفيق
ردحذفياسين : شايف يا معلم ... هل نتيجة جرعة رفع المعنويات اللي بعتلي ياها على الايميل D:
ردحذفجفرا : اهلا فيكي وبمتابعتك الايجابية دوما
جيتون : عرفتك .. وهل يخفى القمر !! مع اني زعلان هلق بس ما قدرت ما انبسط وقت شفتك كاتبة شي هون
حسام : تقاليد الشعار بتحتم على المصلح ينفصل عن الشعب ويتركه بعيدا عن ايا اصلاح او ايا توجيه ، وحتى ما بعود عنده القدرة يسمع هموم الشعب ليعرف لشو لازم يوجهه... اهلا فيك