" لا اخاف الموت "





لطالما لاحتقه بسؤالي
" ماذا تستفيد من التدخين وماذا ستحصد غير الموت المبكّر "
فيجيبني كالمعتاد ببرودة اعصابه التي لطالما اشتهر بها :
انا لا اخاف الموت
كلمات كان يرددها مع مطلع كل فجر وامام كل انسان يلتقيه
صديق كان ام غريب ام مجرد عابل سبيل
كان يكررها لدرجة انها اصبحت تدوي في المكان الذي يُلفظ فيه اسمه
ولا ابالغ القول انها اصبحت من صفاته المييزة والتي يستدل بها عليه


كنت بالرغم من اعتراضي على تصرفاته المستهترة
معجب به وبتفكيره وانظر اليه كالبطل
انسان لا يهاب صفعة الموت
انسان لم يضع لحظة من حياته بالتفكير في المستقبل
ليس بلا أمل
بل بلا مخاوف
فما هي اسوأ الاحتمالات التي قد تحدث له !؟
الموت ؟!

لم ادرك يوما حقيقته ولم اكتشف طريقة تفكيره
الا بعد ان رايته في المشهد الحقيقي له
المشهد الذي لطالما كان يحاول اخفاءه على الغرباء
واغلب الظن انه يحاول ان يخفيه عن نفسه
اكتشفت ان جملة " انا لا يخاف الموت "
والتي لطالما نطقتها شفاه رجل في بحر العقد السادس من حياته
للأسف ... ليست اكثر من حجاب
يختبئ خلفه طفل صغير يهاب الحياة !!



تعليقات

  1. جداً رائعة... جميلة أبو طوني


    تحياتي

    ردحذف
  2. الموت كفكرة تمر ............ مرعبة
    فكيف كواقع سنمر به اكيد
    ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟
    اواسي نفسي احيانا باخذ قول درويش :
    لا يوجد موت
    هو فقط
    تبديل عوالم

    لكن ما اتوصل اليه في النهاية اننا جميعا نخاف الموت ولكن كل على طريقته


    جميل ما تعرضه يدعوني الى التامل

    تحية لك

    ردحذف
  3. ياسين ، جفرا
    شكرا لوجودكما هنا
    فهو الدافع الاكبر لاستمراري بالكتابة


    شكرا من اعماق قلبي

    ردحذف
  4. بالصدفة و من خلال البحث راقني كثيرا ما كتبته ...

    و اتمنى لك دوام الإستمرار في كتاباتك الرائعة


    فــي الـــفـــلا

    ردحذف
  5. بما انها زيارتك الأولى
    اهلا بك في صفحتي المتواضعة متى يحلو لك

    تحياتي

    ردحذف

إرسال تعليق

لم ولن يتم فرض أي رقابة على التعليقات أو المساس بها من تعديل أو حذف.

عبّر عن رأيك بحريّة

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة نقدية في القوقعة : يوميات متلصص

حقارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى

وسائل الاعلام " المفقودة "