محرقة منتصف الطريق

محرقتي الخامسة انتهت بسلام
للأسف .. بسلامتها وليس بسلامتي
فقد اقتصت مني هذه المرة ما يفوق توقعاتي كتضحية فداء
لم أكن يوما بهذا الضعف
اشعر الآن أنني فاقد لقدرة النظر إلى الشمس
بعد أن اختبأت من أشعتها كهارب من العدالة .
لطالما كان الليل اَحنُّ عليّ من شمس النهار
ولمصيبتي أن من اندثرت بجبتّه كان بعينه من أصابني بمقتل !!
ليجعل حركة القمر في مداره سيف تعميق جراح البعد بيني وبين جسدي الآخر .. أو بالأصح لروحي المنقسمة في الجسد
مع ايجابية الجمع مع الدم المشترك بيني وبين الجسد القابع وحيدا خلف مياه المتوسط .
ولم اشهد قط ليالِ مضيئة كتلك التي أضاءها احتراقي
ولم اشهد قط محرقة حياة وقودها صداقات ونغمها علاقات ... حديثة الولادة
إن كانت مصيبة هي واقعة فقدان الدافع للحياة
فما اللقب الجدير بالإطلاق على إنسان قد فقد حياته .. بالمجمل..
لا يسعني التحسّر على معركة خسرتها بجدارة على أكثر من صعيد
ولن التجئ إلى التضرع أو إلى التخطيط لتفادي المحرقة القادمة من بعيد
سأجلس للمرة الأولى بحياتي كعجوز بائس يتلمس السلام في شرفته العتيقة المشمسة
ليطلل على أشلاء ما تبقى من واقعه غير عابق بأهمية إعادة جمعها وصياغتها
أعظم أحلامه تتلخص بجلاد يحمل بعض الرحمة ليبدأ بمحرقة غير معشّقة برائحة دماء أطفال وصوت نحيب أمهات ثكلى ... كتلك الاخير
يكفيني بعد الآن شروق للظلام في حياتي ،, فسمائي تحن \\ بشدة \\..لإعادة التلوين ...
.
.
.

تعليقات

  1. طوّلت علينا الغياب..

    لا تقطعنا خيو, لا تجبرنا نشتقلك يعني


    سلامات

    ردحذف
  2. اول ما قرات المقال توقفت و قلت
    " محرقة "
    الى ان وصلت الى العجوز الجالس ليراقب
    هل نحن حقا جميعنا هذا العجوز
    ننتظر جلادنا الذي قد ياتي من جميع الجهات و نرحب به بابتسامة
    ؟
    ؟
    ؟

    ردحذف
  3. ياسين : يمكن ما عبقدر كتير فوت على المدونة واكتب بحكم انشغالي بالفحوصات .. بس محسوبك " مبسّط " عندك بالمدونة وما عبيقدر يحط ردود بسبب البروكسي .

    بعد زمان ياسينو .

    Jafra : بعد كل سقطة ... يقف الإنسان من جديد ... إلى ان يصل لمرحلة تكسر الاقدام ... عندها شرف المحاولة يصبح اكبر عناوين الذل والهوان .

    ردحذف
  4. شرف المحاولة احيانا للضعاف امثالنا و المهزومين منذ عقود شرف للبداية
    و هناك الف بداية مضت
    اذكرك بالانتفاضة و قبها ثورة لا تضام
    هناك شعب يستحق الحياة رغم الياس فينا
    اما عن الاغنية هنا ستجدها :
    http://arabic.salmiya.net/songs/marcel/ram/marcel52.ram

    و اتمنى ان تعجبك

    تحية مسائية بعبق ياسمين دمشقي

    ردحذف

إرسال تعليق

لم ولن يتم فرض أي رقابة على التعليقات أو المساس بها من تعديل أو حذف.

عبّر عن رأيك بحريّة

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة نقدية في القوقعة : يوميات متلصص

حقارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى

وسائل الاعلام " المفقودة "