شهريار وشهرزاد - اليوم الرابع



استمرت الاميرة بخطتها الخطيرة
وبمراهنتها العجيبة
وهي تعلم انه اذا زهق الملك منها ومن قصصها المثيرة
دهسها وشوهها وحول جسدها إلى عجينة

وبعد ان استخدمت لانقاذ نفسها كل وسيلة
كسلاح الاستعطاف والبكاء
وعندما لم تنطلي عليه الحيلة
قررت الانتقال إلى الرقص والغناء

لكن صوتها اشبه بصوت الغراب
وشهريار على جمالية الصوت مطلع وعليم
فبالتأكيد سيعلم ان شهرزاد تماطل وباسلوبها سيرتاب
وسيقطع عنقها كما تُقطع رقبة الريم

فنظرت في الافق البعيد
آملة ان يأتيها الحل وتخلص من محنتها من جديد

وقالت في نفسها :
لم لا احاول الخروج إلى الملك والمماطلة حتى اضمحال القمر !؟
وان كان هناك مفاجأة معدّة من قبل القدر
فالقدر يفرض نفسه دون ابقاء أمل للهروب
ويقطع امامك طريق الحياة ويسدّ كل الدروب

عليّ اذا تسلية الملك والهائه بحركات جسدي
افضل من ان يُفصل عظمي عن جلدي

ارتدت شهرزاد ثيابها المثيرة
جاعلة من عيون الملك شهريار اسيرة

فنسي الملك صوتها ودمامته
واقتصر بتقييمه على جسدها ومرونته

وانتهى اليل وانقشع الظلام
وبقيت روح شهرزاد في تلك الليلة ملازمة جسدها بسلام

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة نقدية في القوقعة : يوميات متلصص

حقارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى

وسائل الاعلام " المفقودة "