شهريار وشهرزاد - اليوم الثالث
جلس شهريارعلى عرشيه ذو الطريق الغير سالك
وبدأت شهرزاد بسرد قصتها بعد ان امرها الملك بذلك
فبدأت بعبارة :
يكون في مستقبل سوريّ المكان
في عالم متقدم علينا بالايام والزمان
واستطردت الحكاية :
كان هناك مواطن على العيش الكريم خرمان
حظه يعاكسه ويقف في طريقه منذ الأزل وحتى الآن
تجاوز الاربعين من العمر
الا ان تفاصيل وجهه توحي بأنه كان منذ بداية التاريخ ونشأة الدهر
وفي ليلة من ليالي الصيف الحارة
وبينما كان يندب حظه ويلعن حياته الفاشلة
فكر في حل لاستحضار إلى حياته بعضا من الاخبار السارة
ووجد ان الحل الأمثل لمشكلته يكمن بانشاء العائلة
رغم ان وضعه المادي لم يكن بالميسور
إلا ان جمالية حلمه دفعته لتحدي المستحيل
ففكرة انه قد يعيش لحظة من حياته وهو مسرور
جعلته يناضل في وجه الرياح مدفوعا ببعض الامل المحمّل مع النسيم العليل
وبدأ بتحديد توجهاته
مستعرضا خياراته وامكانياته
فالعائلة تحتاج إلى منزل يحتضنها
وتكلفة شراء المنزل تحتاج إلى كميات كبيرة من المال الوفير
وهو لا يملك ليرة سوري منها
اللهم إلا بعض المئات التي خصصها عند الحاجة لاجتراع كاس وسكي صغير
قاطعها الملك :
على رسلك !! فلنعد لترتيب الامور من الاول
كنت تقولين انه منتوف ولطلب المال يتجول ؟!
وما أرى فيه سوى شارب كحول !!
فكيف تغير صاحب القصة وتحول ؟!
لا تستنكر يا ملك الملوك ولا تتعجب
بطل قصتنا شخص كائن بحد ذاته ككينونة رب الوجود
لكن المشروب يجعل امثال صاحبنا يبتعدون عن النقد والشجب
للتخلص من الهموم والدخول في حالة الشرود
فجحظت عينا الملك كمن ضُرب على راسه
إلا ان رغبته في سماع بقية القصة كانت تلتهبه
فلم يعلق كثيرا على الجزئية السابقة
وتركها تمر جدلا دون ان يجعلها عالقة
واكملت شهرزاد قصتها قائلة :
وبعد مناوشات لسنا بصدد الدخول فيها
استطاع الاستدانة من احد البنوك المبلغ المسموح
ولم يبقى عليه سوى عملية شراء المنزل الذي سيجمع العائلة عن طريقها
والتقدم لطلب يد احدى بنات الحلال لتعلن نهاية ايام كان فيها وحيدا ومجروح
وبدا رحلته الطويلة بين المنازل المعروضة للبيع في منطقته
والتجأ في ذلك إلى كافه الوسائل المتاحة القديم منها والمتطور
لم يسمح فيها لخبر في الجريدة او اعلان في الاذاعة بالمرور دون دراسته
ولم يترك جار في حييه او قريب لعائلته دون استشارته تحت مقولة (( عما اتنوّر ))
وزار كل سمسار يعرفه
عسى ان يعينه ويساعده
الا ان جهوده ابتليت بالفشل
وقلبه غرق في العجز والملل
ومع خروجه من مكتب آخر سمسار
تصاعد من قلبه باقة من التأوهات والآهات
ودُق في نعش حلمه آخر مسمار
فارخص منزل معروض لبيع يضاعف مبلغ المليون بثلاث مرات
وبدأ يسير تائها في شوارع المدينة
يبحث عن احد ما ليفرغ فيه مشاعره الدفينة
فمر من جانبه بائع يانصيب يصرخ ويصيح كالعادة
"" ستة مليون ستة مليون .. بكرا السحب بكرا السحب "
فهجم عليه وامسكه من عنقه على حين غرّة
وصرخ بصوت يخبئ خلفه صدا انفعالات قلبه بما فيها من البؤس والنحب
وساد صمت غريب في القاعة
وارتسمت على وجه الملك تعابير تعجب
وانتظر تكملة القصة من شهرزاد الواقفة امامه بشجاعة
اما شهرزاد كانت واقفة بجرأة وثقة كمن فرغ من قصته دون التفافات او تلاعب
فقال لها الملك :
اكملي يا شهرزاد
اكملي فالقصة لم تنتهي بعد !!
فاجابته شهردا بالختصار :
سأنقل لك المقولة على لسان صاحبنا باسقاط بعض الكلمات الشاتمة
فبعد ان امسكه من عنقه كمن قبض على احد المجرمين الاشرار
قال له بغضب ان جائزته الكبرى التي يتغنى بيها لا تسمح بشراء بيت او حتى خيمة !!
ولماذا تحرفين الواقع ولا تذكرين القصة كاملة بأمانه وموضوعية ؟!
لانني اخجل من شتم الرب علانية كما حدث في القصة الحقيقية ..
_________________________________
*جحد : أنكر اذا ماني غلطان بالتصريف او بطريقة استخدامها بالجملة
تعليقات
إرسال تعليق
لم ولن يتم فرض أي رقابة على التعليقات أو المساس بها من تعديل أو حذف.
عبّر عن رأيك بحريّة