الشعر موهبة قبل أي شيءٍ آخر. لكي تدخل دنيا الشعر عليك أن تكتب شعراً حقاً.. وأن تفهم الشعر حقاً. لذلك يقول جبران خليل جبران: "يحتاج الحق إلى رجلين.. الواحد لينطق به والآخر ليفهمه". لكي تكون شاعراً حقاً لا يكفي أن ترتب الكلمات بجانب بعضها ثم تأتي بروي واحد لكي تسمي ما تكتبه شعراً.. لا يكفي أن تفهم في "الشطر والقافية وحرف الروي والأوزان الشعرية" قد نضطر لمجاملتك أحياناً، ولكن الشعر الحق لا يخضع للمجاملات.. فالشاعر شاعر والجاهل سيبقى جاهلاً حتى لو كتب عنه ألف ناقد يمدحه. لكي تكون شاعراً عليك أن تقطع شريانك كل يوم وتبدأ بالنزيف... عليك أن تكون مرهفاً جداًً، وحساساً جداً، وصادقاً جدا.. أن تشعر بآلام الآخرين لا بآلامك وحدها، وأن تكونَ الشفقةُ على الآخرين ديدنك صبح مساء، ومرشدك في كل ما تكتب. في هذا الزمن "الانترنيتي" الرديء صار الشعر سهلاً كشربة ماء، وصرتُ زاهداً به وبأمرائه. صار الشعر ترفاً فكرياً لا يغني ولا يسمن من جوع. الجوع بكل معنى الكلمة وليس مجازاً.. الجوع الذي بدأ يضرب أطنابه بوفرة في مضارب الناس كل الناس (والآتي أضرب)!!. صار الشعر سلعةً محدودة الفعالي