ليس دفاعا انما محاولة لفهمها - المثلية الجنسية

يمكن وصف كافة الخطابات المنددة بالمثلية والمحاربة لها بأنها خطب عاطفية وليست أكاديمية ، تعتمد على الموروث الشعبي – والديني في بعض الأحيان - بالحكم ، ضاربة بالحقائق العلمية عرض الحائط كونها " يراد البحوث العلمية" لا تتفق مع القيم المتوارثة اجتماعيا .

ومن باب الحرص على كرامة الأديان ومصداقيتها ادعوا كافة القراء والكتاب والمناقشين إلى إبعاد الدين عن منصة العلم بشكل عام والمثلية بشكل خاص ، ويسهل على أي متابع للأخبار العالمية رؤية مدى الإحراج الذي وضع نفسه فيه بابا الفاتيكان عشية عيد الميلاد اثر الكلمة التي ألقاها والتي تطرق بها لموضوع المثلية بناء على مركزه الديني ، ومدى حدّة النقد الذي وجه إليه من كافة وسائل الأعلام التي لم تتوانى بدورها عن تغليطه وإيجاد الثغرات في كلمته التي ألقاها ، الأمر الذي سيطال كافة أشكال الخطابات الدينية إن وَضعت نفسها في ذات الموقف .

المقال هذه ليست مناداة بالمثلية او دفاعا عنها إنما توضيحا لها ، وذلك بغية إيجاد التصرف المناسب والمواقف العقلانية التي يجب اتخاذها للتعامل مع المثليين بناءً على حقائق ودراسات علمية تربطهم بالواقع وليس بناء على أفكار أو موروثات شعبية أو دينية .

الرد ينطلق من فكرة انه إن استطعنا الوصل إلى نتيجة علمية تقول أن المثلية الجنسية صفة وراثية تظهر على الأشخاص الذين يحملون جيناتها في خرائطهم الوراثية ، عندها ستصبح بشكل بديهي الدعوة لمحاربة المثلية ساذجة جنباً إلى جنب لدعوة محاربة الأشخاص الذين يزيدون عن المترين في الطول ، فكلاهما " شاذ " عن القاعدة البشرية التي تقول متوسط طول الذكر هو بين 170 – 185 وأن الإنسان الطبيعي يستثار جنسيا من قبل الجنس المخالف له .

للأسف لم أجد باللغة العربية ضالتي ، فكل ما استطعت الحصول عليه هو رابط لخبر على الـ bbc يوضح بعض النقاط بطريقة علمية بناء على أبحاث وعلماء وليس بناء على تقاليد وأعراف .

مقتبسات من المقال :

البروفيسور أنطوني بوجايرت : تدعم هذه النتائج أصل تطور الميل الجنسي لدي الرجال في مرحلة ما قبل الولادة

أما أندي فوريست الناطق الرسمي باسم جماعة ستونوول لحقوق مثليي الجنس، فقد قال:

"تظهر وبشكل متسارع أدلة لها مصداقية وتشير إلى أن كون المرء مثلي الجنس هو أمر مقرر جينيا أكثر مما هو ما يطلق عليه عادة خيار أسلوب الحياة".

ويتابع فوريست قائلا: "هذا الشيء يضيف وزنا للجدال الدائر حول وجوب معاملة المثليات والمثليين على حد سواء مع بقية أفراد المجتمع، وألا يتعرضوا للتمييز لأمر هو بكل بساطة موروث كلون الجلد".

مع التأكيد على أن العلماء لم يعثروا بعد بشكل أكيد على آلية تشكل هذه الظاهرة حتى الآن .

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/sci_tech/newsid_5126000/5126576.stm

وفي اللغة الانكليزية ... فحدّث بلا حرج عن دراسات علمية حديثة وإحصائيات في هذا المجال تصب في خانة أن المثلية ليست خيار أو سلوك اجتماعي بقدر ما هي مجموعة مورثات أو نتائج لعوامل اجتماعية أو حتى غذائية ونجد البحث الأكاديمي الذي يشمل البيئة الاجتماعية المثلية بدراسات هدفها إيجاد الربط بين عدد الأًخوة – عدد الأقارب – حالة الأسرة في التأثير على خلق جنين مثلي ، بالرغم من أنها ليست أكيدة وموثقة إلا أن بعض الدراسات أوجدت علاقة لازالت قيد الاختبار تربط بين مثلية الجنين وعدد أخوته

حيث تقول :ازدياد عدد الأخوة الذين سبقوا الجنين في الولادة يؤثر على احتمال كون المولود مثلي الميول الجنسية ، بالرغم من تأييد الفكرة السابقة على صعيد الأرقام والإحصائيات إلا أن الجانب العلمي الموثوق لم يبت بعد بحقيقة الملاحظة السابقة .

كنت أود التوسع بالدراسات التي تمت في هذه المجال ، لكن الوقت لا يخدمني الآن لذلك سأكتفي بذكر بعض مواقع الانترنت باللغة الانكليزية التي تشتمل على دراسات وإحصائيات واترك باب النقاش فيها بشكل مفصل لتدوينة أخرى .

http://www.livescience.com/health/080617-hereditary-homosexuality.html

http://www.livescience.com/health/060224_gay_genes.html

http://www.medpagetoday.com/OBGYN/Pregnancy/3641

http://www.newscientist.com/article/dn6519

خلاصة القول : الإنسان المثلي جنسيا ليس كائن فضائي أو ملعون من قبل الآلهة أو يحمل فكرا مريضا يجب معالجته ، كما تمت المعاملة معه عبر العصور المتتالية ، بل هو إنسان كامل التفكير والعقل والبنيان ، يمارس أفعال الحياة بشكل صحيح تماما كأي إنسان خلق على سطح الكرة الأرضية ، يشترك معنا ( إن اعتبرنا أنفسنا مرجعية سويّة ) بكافة أشكال الحياة ويختلف معنا بنقطة واحدة والتي هي الميول إلى جنسه عوضا عن الجنس الآخر ، مع العلم أن – قاعدة تحمل بعض الاستثناءات - المثليين جنسيا لا ينجذبون إلّا إلى المثليين مثلهم ، إي أن الرجل المثلي لا ينجذب إلى كل رجل يلتقي به في الحياة ، بل ينجذب فقط إلى الرجال التي يعلم أنها يشاركه الميول والأفكار وأسلوب الحياة.