حدثتني الأرض عن مشاعر الجندي المقاتل دفاعاً عن ارضه قالت أنها خليط من الكبرياء وحب البقاء من ألم المصير المجهول وحلاوة حلم المستقبل المكلل بالورود من الخوف والشجاعة من الموت والحياة وأكثر من ذلك إنها تعبير عن الانتماء إلى الأرض ! أعانق صديقي العائد من خدمة العلم أراقب تقرحات أقدامه أرمي نظراتي بعيدا عنه عند كشفه عن منطقة الفخذ كي لا أشاهد آثار السياط عليها ألمس الألم بصوته الحامل للذل العاصف بحياته أحاول الوقوف أمامه وجهاً لوجه متفادياً الوقوف خلفه ، كي لا أرى الجروح المتخثرة في المنطقية الخلفية من رأسه نتيجة ضربه بآلة معدنية شكله لا يوحي بتاتاً أنه يقدم خدمة للوطن الذي عايش وسيعيش فيه وينتمي لأرضه لا يشبه الجندي الشجاع الذي لطالما رسمنا صورته في خيالنا عند سماعنا مفردات مثل " جندي - مناضل - حماة الديار " بل أقرب ما يمكن إلى المعتقل الخارج لتوه من الدهاليز المظلمة ، أو السجين الذي يدفع ثمن جريمته البشعة . جنسيته سورية .. أتعتبر جريمة ؟ أتعتبر حجة لتحميله الذل والإهانة والشتائم ؟ أخفي دمعتي عنه كي لا أزيد عليه حمله فلو رأى دمعتي هل سيفهم موقفي ؟ هل سيدرك