كريم عربجي
للمرة الثانية ألتقي بصورته لكريم، الأولى كانت بتسريبات واحد من المواقع الإخبارية الباحثة عن مادة لكسب بضعة نقاط وتسجيل موقف مؤيد لمعتقلي الرأي في سوريا، الثانية كانت مزودة بشريط أسود مرفقة بإعلان خبر وفاته! لون العينين، كثافة الشعر، تقاسيم الوجه والنظرات، مواقف خاصة ولحظات معينة وتفاصيل كثيرة يستذكرها أهل المتوفى وأحبابه من بعد وفاته، أما بالنسبة لي وللكثيرين ممن قرؤوا كريمبو الكلمة الجارحة والنقد الساخر، فتسقط المواقف والأحداث والجسد وتبقى الكلمة الفكرة .. يبقى كريمبو .. يبقى كريم في موقف يصعب عليّ فيه إيجاد متنفس للأحرف ضمن مساحة كافية للأفكار سأكتفي بأمنية قراءة أسم كريم عربجي في يوم من الأيام في واحدة من ساحات سوريا . مع أنها أمنية مسحوقة لا تقدم ولا تأخر من حاضرنا وواقعنا، لكن الذي سمى ساحة سعد الله الجابري بحلب أو ساحة حسن الخراط بدمشق كان هدفه تذكير الشعب السوري بالمواقف الوطنية لهذين الرجلين وغيرهم ممن حملت مدارسنا وشوارعنا وساحاتنا أسماءهم .. وكريم عربجي من طينة هؤلاء الوطنيين الكبار. لروحك وردة ولحريتك الخلود قولاً وفعلاً