انكسار
أبشع اللحظات تلك التي تسمع فيها صوتها على الهاتف وتشعر بقلقها وتوترها لمعرفتها أنك تسير وحيداً في الساعة الثالثة فجراً ، لتسمع وتصغي باهتمام كبير إلى صوت زفير تنفسها ، تحاول تخيل تقاسيم وجهها ... الآن تتنفس .. الآن تزفر الهواء .. الآن تتنهد وترفع عيناها إلى السماء .. تتخيلها بصمت في الوقت الذي تسمع صوت تنفسها من خلال سماعة الهاتف وتمانع نفسك عن الحديث معها . تسألك عن حالك فتجيبها بالصمت ، عن مكانك ، عن سبب علو ضجيج الهواء الضارب بالهاتف ، عن حالتك النفسية ، عن مقدار ألمك ، تتعدد الأسئلة واجابتك واحدة ... الصمت تعلم أنه اتصال "غير طبيعي" من شخص "غير طبيعي " في وقت "غير طبيعي " ومع ذلك تحاول قتل أحاسيسك وقلبك وذكريات السنوات الأربع الماضية بشكل "غير طبيعي" للوصول إلى حالة جديدة من الاستقرار وتآلف جديد مع الواقع المفروض عليك . عدت إلى منزل بعد أن تبللت بالمطر وأخذ مني التعب ما أخذ ، جلست مبللاً على كرسيّ الخشبي واضعا جهازي المحمول في حضني ، أتصفح مدونتي باحثاً عنها في أرقام الآيبيات ، أرقام لم تعني لي شيئاً أصبحت تشكل الأمل في رؤية شيء متعلق ب