كاسات شمسية - قمرية





في حال اعتبارنا القمر كائن يدرك نتائج تصرفاته سنجد انه مزاجي يظهر لظهوره بأشكال مختلفة ضمن الشهر نفسه بعكس الشمس المحافظة على الصورة التي تظهر بها منذ أقدم العصور وحتى اليوم
ومع ذلك يطول الحديث عن القمر وعن شاعرية القمر وعن الليالي القمرية !!
هل لأنه يسمح لنا بالتعامل معه والنظر إليه دون عواقب وآلام - كما تفعل الشمس بنا - علاقة بشعبيته ومحبة الجماهير له ؟
ولتحيى القيادة الحية مع شعوبها


قام موسى النبي بالصعود مرتين متتاليتين إلى الجبل لمعرفة مشيئة الرب
لو جلس بغرفة هادئة وأشعل شمعة فيها لاختصر عناء الصعود والنزول .. مرتين
في هذه المناسبة ... تحية خاصة لوزارة الكهرباء لجهودها الحثيثة في خلق جيل متكامل من "أنبياء" المستقبل .


مع أن السماء موجودة منذ الأزل ويستطيع المرء رؤيتها متى ما شاء
إلا أن الأغلبية يتذكرون حقبة معينة في حياتهم وأحداثاً مميزة عند النظر إليها
هل الذكريات وهم نعيش به ونحياه ؟
ولتحيى الحلقات المفرغة


نيل آرمسترونغ - جورج بوش الابن
أسماء شخصيات أميركية كان لخطوتها أثر واضح بتاريخنا المعاصر
الخطوة التاريخية المرتبطة بالشخصية الأولى كانت على القمر ، قيل فيها " خطوة صغيرة للإنسان.. قفزة عملاقة للبشرية "
أما الثانية فكانت أشبه بدمغة حوافر الدابة على الأرض العراقية.. ضُرب صاحبها بحذاء على رأسه لينتعله ويخفي بذلك دعسات قوائمه الساقطة
والحرية لمنتظر الزيدي


كل ما يستطيع أصحاب الأقلام الوصفية فعله هو العودة لمرحلة المراهقة عندما كانوا يستطيعون الجلوس لساعات متأملين بالسماء
ويبقى مستوى كتاباتهم ومدى قوة تعبيرهم مرتبط بمدى قدرتهم على استرجاع تلك اللحظات الطفولية ووصفها بكلماتهم المعقدة
لهذا السبب انفر من الكتابات الأدبية المعتمدة على لغة الوصف المزركشة .. فلست بحاجة لأعين مراهق ولصوره البيانية ولا إلى الكلمات الصعبة والتعابير الضخمة .
استغل هذه المناسبة لكتابة جملة معقدة أدبياً ولغوياً ولتكن ( ما أجمل قمر سماء الشرق الملحق بأشعة شمس الربيع الدافئة والمعشقة برائحة السنافر )


نلاحظ التشابه الكبير في الصور الفوتوغرافية بين مشهد شروق الشمس وغروبها
مع أن الواقع يفرّق بينهما دون ترك أي مجال للشك
فاللحظة المعبرة عن المشهد الأول يليها انتشار الضوء أما الثانية فملحقة بظلام دامس
في هذه المناسبة .. تحية للشعب المو عرفان الله لوين شايطه


وجود قطبين سياسيين في الماضي جعل من الوصول إلى القمر نقطة تنافس يسارع الجميع لتسجيل انجازها باسمه
اليوم وفي ظل القطب الواحد وانعدام موازين القوى ، انعدم مفهوم التنافس واستبدل بمفهوم السيطرة الكاملة والمطلقة
وصيتي لأجيال المستقبل .. استبسلوا بحماية مؤخراتكم بكل ما أتيتم من قوة ...


اللوحة في الأعلى بعنوان Sun and Moon Love

تعليقات

  1. قمر وشمس :

    - ربما لأنه " حَدَثٌ " طارئ في غمرة العتمة . أما الشمس فهي الحدث الأصل ولا أعجوبة في وجودها .. أو ربما لأننا في الظام ، نطمح لاضعف الأيمان وهو ضوء لقمر هزيل .. ولا نجرؤ أن نطمح بنور شمس في الظلام .


    موسى النبي :

    - كان عليه حسب مثالك أن يوقد الشمعة ويلعن الظلام أيضاً فهذه مهمة الأنبياء .. التنوير ورفض الظلام . أما أنبياء المستقبل .. فسيشعلون شمعة .. لكنهم لن يجرؤوا على لعن الظلام .. فنبوّتهم ما زالت منقوصة !! .

    تحية .

    ردحذف
  2. مجنون :
    - كان عليه حسب مثالك أن يوقد الشمعة ويلعن الظلام أيضاً فهذه مهمة الأنبياء .. التنوير ورفض الظلام . أما أنبياء المستقبل .. فسيشعلون شمعة .. لكنهم لن يجرؤوا على لعن الظلام .. فنبوّتهم ما زالت منقوصة !! .


    لم أتوقع أن العالم ستعرف المعنى الذي أريد ايصاله
    فقسم الـ " كاسات " يعتبر جزء من افكاري التي اشعر بصعوبة بالغة عند شرحها وبالواقع اشعر ان شرحها ضرب من المستحيل لذلك أقدمها بشكلها المبهم

    أعجبني وأفرحني جداً تحليلك المنطقي وفهمك لمضمون رسالتي وللمعنى الذي أريد ايصاله والذي هو بالضبط ما كنت ابحث عنه عند كتابتي لهذه الفقرة

    شكرا لوجودك المشجع

    ردحذف
  3. ما أجمل قمر سماء الشرق الملحق بأشعة شمس الربيع الدافئة والمعشقة برائحة السنافر )

    احلى شي السنافر
    و الحرية لمنتظر الزيدي
    بس فكرك لو انو النبي موسى ما طلع على الجبل المقدس كان كلموا الرب ؟
    مو عارفة بس الموضوع اكبر من شمعة وظلام
    اظنوا موضوع نور داخلي بتحلى فيه بس الانبياء لا بيحتاج شمعة او لعن الظلام

    ردحذف
  4. والله شغلة الكهربا, على حد علمي, بتكفّر. يعني لاحطك بشي صورة:
    صيف وشوب وانت طالع باسانسور ريحتو دخان سجاير على ..صار لونك سنفوري على بنفسجي من كتر مانك حابس نَفَسَك و مانك مصدق تصل وينفتح الباب مشان ترجع للونك الطبيعي وهووون طق, والدنيي عتّمت فجأة. ليه؟ لأنو الكهربا بح. اول شي بخطر على بالك اكيد مو "يا سبحان الله" بل "يلعن..."
    وكاس "للشعب المو عرفان الله لوين شايطه"

    ردحذف
  5. جفرا :
    لو مافي ظلام بقلب العالم لما كان في ضرورة بالأصل للأديان كافة
    الدين هوي الشمعة اللي بدها تنير القلوب .. وهاد اللي كنت قاصده بجلوس موسى واشعاله للشمعة كطريق للوصول إلى الله .
    تحياتي المسنفرة لوجودك

    مجد : الكاس بيجي أطيب وقت بكون الواحد معصب لهيك ما بدي انزعلك قعدتك .. كاسك

    ردحذف

إرسال تعليق

لم ولن يتم فرض أي رقابة على التعليقات أو المساس بها من تعديل أو حذف.

عبّر عن رأيك بحريّة

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة نقدية في القوقعة : يوميات متلصص

حقارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى

وسائل الاعلام " المفقودة "