الله - جي

اللغة المحكية لغة متطورة جداً تَمتلك مِن الليونة والمرونة ما يمنَحها القُدرة على التطور بسرعة كبيرة ، احد أشكال تطورها ناتج عن قدرتها على احتضان تعابير جديدة ومصطلحات دخيلة من اللغات الأخرى .

احد الألفاظ الدخيلة إلى لغتنا السورية المحكية هي الإضافة اللغوية الـ ( جي ) التي وردت إلى بلادنا من الأتراك في الشمال لذلك انتشرت في حلب على وجه الخصوص .

المقطع ( جي ) تعبير مجازي للدلالة على الفعل أو المهنة ويلفظ بالجيم القريبة إلى الـ ( ش ) أي بما يقارب اللفظ ( تش ) .
فعندما اسمع كلمة ( قهوة جي ) لست بحاجة لقاموس فريد من نوعه أو لجلسة سحر وشعوذة معقدة لمعرفة أن الشخص المدعو يعمل في مجال تقديم القهوة إلى الزبائن .
أو كلمه ( قندرة جي ) تدل بوضوح إلى أن الرجل المعني يعمل في مجال الأحذية بين الصناعة أو التصليح .
وكذلك كلمة ( سكر جي ) وهو الرجل الذي اتخذ من السكر مهنة له وذلك للكناية على كثرة الشرب وإدمانه عليه.
وما إلى هنالك من كلمات وتعابير مقتبسة من واقع الحياة ودلالاتها تفهم بشكل بديهي وصياغتها كذلك .

أما سَبب كتابتي للموضوع فهو حيرتي من مجموعة نماذج تعيش على الأرض ولا أرى لها أي مهنة في الحياة .
هؤلاء هم الرهبان والقساوسة والحاخامات والشيوخ والمفتين .....و بشكل عام رجال الدين بكافة أشكالهم .
لم أجد في ألقابهم المتعارف عليها الإضافة ( جي ) لتساعدني على فهم عملهم وسبب وجودهم والفائدة التي يقدمونها للبشرية أو الشيء الذي يمارسونه في حياتهم ويعود على غيرهم أو على نفسهم حتى بالفائدة !!

فحاولت بشتى الطرق أن أجد عملا يقومون به يستحق أن اعتبره سبباً لوجودهم ومهنةً لحياتهم لاحترمهم عليه واعتبرهم مواطنين يساهمون في خدمة الوطن عبر عملهم أو مهنتهم ، وللأسف لم استطع .
رغم أنهم يحصلون على احترام كافة فئات المجتمع وجميع أفراد المجتمع تحاول الحصول على رضاهم وتقديرهم

فهل يصلح لقب ( الله جي ) لهؤلاء الذين اتخذوا من الله عملا لهم ؟!
ماذا يفعل كل من هؤلاء الـ ( الله جي ) في الحياة لينالوا هذا التقدير ؟!
وماذا يفعلون في حياتهم أو ما هي المهنة التي اتخذوها في حياتهم ليقضوا عمرهم فيها ؟!